الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
781 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عبد الله" [ - رحمه الله - ] [ ص: 118 ] " عليكم بحبل الله، فإنه كتاب الله".  

قال: حدثناه " جرير" ، عن " منصور" ، عن " أبي وائل" ، عن " عبد الله".

قوله: " عليكم بحبل الله"  نراه أراد تأويل قوله: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا يقول: فالاعتصام بحبل الله: هو ترك الفرقة، واتباع القرآن.

وأصل الحبل في كلام العرب يتصرف على وجوه: فمنها العهد، وهو الأمان، وذلك أن العرب كانت يخيف بعضها بعضا في الجاهلية فكان الرجل إذا أراد سفرا أخذ عهدا من سيد القبيلة، فيأمن به ما دام في تلك القبيلة، حتى ينتهي إلى الأخرى، فيفعل مثل ذلك أيضا يريد بذلك الأمان، فمعنى الحديث أنه يقول [ ص: 119 ] :

عليكم بكتاب الله، وترك الفرقة، فإنه أمان لكم، وعهد من عذاب الله وعقابه،  وقال " الأعشى" يذكر مسيرا له، وأنه كان يأخذ الأمان من قبيلة إلى قبيلة، فقال لرجل يمتدحه:


وإذا تجوزها حبال قبيلة أخذت من الأخرى إليك حبالها

والحبل في غير هذا الموضوع: المواصلة، وقال " امرؤ القيس":


إني بحبلك واصل حبلي     وبريش نبلك رائش نبلي

وهو كثير في الشعر.

والحبل - أيضا - من الرمل: المجتمع منه، الكثير العالي.

التالي السابق


الخدمات العلمية