الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
783 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عبد الله" [ - رحمه الله - ] أنه دخل على رجل مريض، فرأى جبينه يعرق، فقال " عبد الله": " موت المؤمن بعرق الجبين تبقى عليه البقية من الذنوب، فيكافأ بها عند الموت".

قال: حدثناه " معاذ" ، عن " ابن عون" ، عن " أبي معشر" ، قال: دخل " ابن مسعود" ، ثم ذكر الحديث.

وكان " ابن علية" ، يحدثه عن " يونس بن عبيد" ، عن " أبي معشر" ، عن " إبراهيم" ، عن " علقمة" ، عن " عبد الله" ، مثله إلا أنه قال: فيحارف بها عند الموت. كان " أبو عبيدة " يقول: المحارفة: المقايسة، ولهذا قيل [ ص: 123 ] للميل الذي تسبر به الجراحات، والشجاج: محراف،  قال " القطامي" يصف طعنة، أو شجة:


إذا الطبيب بمحرافيه عالجها زادت على النفر أو تحريكها ضجما

يقول: إذا قاسها بميله ازدادت فسادا وعظما.

فكأن معنى الحديث أن المؤمن يقايس بذنوبه عند الموت، فيشتد عليه، ليكون ذلك كفارة له.  

التالي السابق


الخدمات العلمية