الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
793 - وقال " أبو عبيد " في حديث " حذيفة" - رحمه الله - [ ص: 139 ] :

" تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير،  فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تكون القلوب على قلبين: قلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، وقلب أسود مربد، كالكوز مجخيا - وأمال كفه - لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا".

قال: حدثناه " يزيد بن هارون" ، عن " أبي مالك الأشجعي" ، عن " ربعي بن حراش" ، عن " حذيفة".

قال " أبو عمرو" و " أبو زياد الكلابي" وغيرهما: قوله: مربد: هو لون بين السواد والغبرة، وهو لون النعام ومنه قيل للنعام: ربد، فقالوا: مربد مثل محمر، ومصفر، ومبيض، وقالوا للجميع: ربد، كما قيل: حمر، وصفر، وخضر.

وأما قوله: كالكوز مجخيا:  فإن المجخي: المائل، قال " أبو زياد": يقال [ ص: 140 ] عنه: قد جخى الليل: إذا مال، ليذهب.

قال " أبو عبيد ": ولا أحسبه أراد مع ميله إلا أن يكون منخرق الأسفل، فشبه به القلب الذي لا يعي خيرا، كما لا يثبت الماء في الكوز المنخرق، وكذلك يروى في التفسير في قوله [ - جل وعز - ] : وأفئدتهم هواء قال: لا تعي شيئا، وقال الشاعر في المجخى:


كفى سوأة ألا تزال مجخيا على شكوة وفراء في استك عودها

التالي السابق


الخدمات العلمية