فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تكون القلوب على قلبين: قلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، وقلب أسود مربد، كالكوز مجخيا - وأمال كفه - لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا". " تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير،
قال: حدثناه ، عن " يزيد بن هارون" ، عن " أبي مالك الأشجعي" ، عن " ربعي بن حراش" " حذيفة".
قال و " أبو عمرو" " أبو زياد الكلابي" وغيرهما: قوله: مربد: هو لون بين السواد والغبرة، وهو لون النعام ومنه قيل للنعام: ربد، فقالوا: مربد مثل محمر، ومصفر، ومبيض، وقالوا للجميع: ربد، كما قيل: حمر، وصفر، وخضر.
وأما فإن المجخي: المائل، قال قوله: كالكوز مجخيا: " أبو زياد": يقال [ ص: 140 ] عنه: قد جخى الليل: إذا مال، ليذهب.
قال " ": ولا أحسبه أراد مع ميله إلا أن يكون منخرق الأسفل، فشبه به القلب الذي لا يعي خيرا، كما لا يثبت الماء في الكوز المنخرق، وكذلك يروى في التفسير في قوله [ - جل وعز - ] : أبو عبيد وأفئدتهم هواء قال: لا تعي شيئا، وقال الشاعر في المجخى:
كفى سوأة ألا تزال مجخيا على شكوة وفراء في استك عودها