الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
807 - وقال " أبو عبيد " في حديث " معاذ": " من استخمر قوما أولهم أحرار، وجيران مستضعفون، فإن له ما قصر في بيته حتى دخل الإسلام، وما كان مهملا يعطي الخراج، فإنه عتيق، وإن كل نشر أرض يسلم عليها صاحبها، فإنه لا يخرج منها ما أعطى نشرها ربع المسقوي، وعشر المظمي، ومن كانت له أرض جادسة قد عرفت له في الجاهلية حتى أسلم، فهي لربها".

يروى عن " معمر" ، عن " ابن طاوس" ، عن " أبيه" ، قال: " وجدناه ذلك في كتاب معاذ".

قوله: من استخمر:  كان " عبد الله بن المبارك" يقول: استخمر: استعبد، وقال " محمد بن كثير": هذا كلام عندنا معروف باليمن، لا يكاد يتكلم بغيره، يقول الرجل للرجل: أخمرني كذا وكذا: أي أعطنيه هبة لي ملكني إياه، ونحو هذا. فقول " معاذ": من استخمر قوما، يقول: أخذهم قهرا، أو تملكا عليهم، وهو كقول " ابن المبارك": استعبدهم، يقول: فما [ ص: 160 ] وهب الملك من هؤلاء لرجل، فقصره الرجل في بيته حتى جاء الإسلام، وهو عنده فهو له، وما كان مهملا يعطي الخراج: يعني الضريبة، فهو حر.

وقوله: نشر الأرض:  هو ما خرج من نباتها.

والمسقوي: الذي يسقى بالسيح.

والمظمي: الذي تسقيه السماء.

وأما الأرض الجادسة: فهي التي لم تعمل، ولم تحرث.  

وقوله: ربع المسقوي:  أراه: يعني ربع العشر.

التالي السابق


الخدمات العلمية