قال: وهو في كلام العرب: " دلكت براح".
قال: حدثناه " شريك" ، عن " عاصم" ، عن " أبي وائل".
قال " أبو عبيد ": قوله: دلكت براح يقول: غابت وهو ينظر إليها، وقد وضع كفه على حاجبه، ومنه قول " العجاج":
أدفعها بالراح كي تزحلفا
قال: حدثناه " محمد بن يزيد الواسطي" و " يزيد بن هارون" كلاهما، عن " العوام" ، عن " إبراهيم" مولى " صخير" ، عن " أبي وائل".قوله: أقحز: يعني أنزى [ ص: 411 ] .
يقال: قد قحز الرجل فهو يقحز: إذا قلق، وهو رجل قاحز، وقال " رؤبة":
إذا تنزى قاحزات القحز
وقال " أبو كبير" يصف الطعنة:مستنة سنن الفلو مرشة تنفي التراب بقاحز معرورف
هذا مقام قدمي رباح
غدوة حتى دلكت براح [ ص: 412 ]
قال: وفيه لغة أخرى، يقال: دلكت براح يا هذا، مثل قطام وحذام، ونزال غير منونة. [قال " الكسائي": يقال: هذا يوم راح: إذا كان شديد الريح]ومن قال: دلوكها: زيغها، ودلوكها: دحضها، فهما أيضا ميلها
وقال " الكسائي" - في غير حديث " أبي وائل" - : الدلوك: ميلها بعد نصف النهار.
قال: حدثنيه " يحيى بن سعيد" ، عن " عبيد الله" ، عن " نافع" ، عن " ابن عمر".
قال " أبو عبيد ": وأصل الدلوك: أن تزول عن موضعها، فقد يكون هذا في معنى قول " ابن عمر" وقول " أبي وائل" جميعا.
وفي هذا الحديث حجة لمن ذهب بالقرآن إلى كلام العرب، إذا لم يكن فيه حكم، ولا حلال ولا حرام، ألا تراه يقول: وهو في كلام العرب: دلكت براح [ ص: 413 ] .
وقد روي مثل هذا عن " ابن عباس".
قال: حدثني " يحيى" ، عن " سفيان" ، عن " إبراهيم بن مهاجر" ، عن " مجاهد" ، عن " ابن عباس" ، قال: " كنت لا أدري ما فاطر السموات حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها: يعني أنا ابتدأتها".
قال: وحدثنا " هشيم" ، عن " حصين" ، عن " عبيد الله بن عبد الله بن عتبة" ، عن " ابن عباس": " أنه كان يسأل عن القرآن، فينشد فيه الشعر".


