الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
999 - وقال " أبو عبيد " في حديث " أبي وائل" في قول الله - عز وجل - : أقم الصلاة لدلوك الشمس ، قال: " دلوكها: غروبها".  

قال: وهو في كلام العرب: " دلكت براح".

قال: حدثناه " شريك" ، عن " عاصم" ، عن " أبي وائل".

قال " أبو عبيد ": قوله: دلكت براح يقول: غابت وهو ينظر إليها، وقد وضع كفه على حاجبه، ومنه قول " العجاج":


أدفعها بالراح كي تزحلفا

قال: حدثناه " محمد بن يزيد الواسطي" و " يزيد بن هارون" كلاهما، عن " العوام" ، عن " إبراهيم" مولى " صخير" ، عن " أبي وائل".

قوله: أقحز:  يعني أنزى [ ص: 411 ] .

يقال: قد قحز الرجل فهو يقحز: إذا قلق، وهو رجل قاحز، وقال " رؤبة":


إذا تنزى قاحزات القحز

وقال " أبو كبير" يصف الطعنة:


مستنة سنن الفلو مرشة     تنفي التراب بقاحز معرورف

وقال غيره:


هذا مقام قدمي رباح


غدوة حتى دلكت براح [ ص: 412 ]

قال: وفيه لغة أخرى، يقال: دلكت براح يا هذا، مثل قطام وحذام، ونزال غير منونة. [قال " الكسائي": يقال: هذا يوم راح: إذا كان شديد الريح]

ومن قال: دلوكها: زيغها، ودلوكها: دحضها، فهما أيضا ميلها

وقال " الكسائي" - في غير حديث " أبي وائل" - : الدلوك: ميلها بعد نصف النهار.

قال: حدثنيه " يحيى بن سعيد" ، عن " عبيد الله" ، عن " نافع" ، عن " ابن عمر".

قال " أبو عبيد ": وأصل الدلوك: أن تزول عن موضعها، فقد يكون هذا في معنى قول " ابن عمر" وقول " أبي وائل" جميعا.

وفي هذا الحديث حجة لمن ذهب بالقرآن إلى كلام العرب، إذا لم يكن فيه حكم، ولا حلال ولا حرام، ألا تراه يقول: وهو في كلام العرب: دلكت براح [ ص: 413 ] .

وقد روي مثل هذا عن " ابن عباس".

قال: حدثني " يحيى" ، عن " سفيان" ، عن " إبراهيم بن مهاجر" ، عن " مجاهد" ، عن " ابن عباس" ، قال: " كنت لا أدري ما فاطر السموات حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها: يعني أنا ابتدأتها".

قال: وحدثنا " هشيم" ، عن " حصين" ، عن " عبيد الله بن عبد الله بن عتبة" ، عن " ابن عباس": " أنه كان يسأل عن القرآن، فينشد فيه الشعر".

التالي السابق


الخدمات العلمية