فصل
والتحول عن ذلك الموضع؛ ليشوش على نفسه تلك الحالة. وإن ابتلي مريد بجاه أو معلوم أو صحبة حدث، أو ميل إلى امرأة، أو استنامة إلى معلوم، وليس هناك شيخ يدله على حيلة يتخلص بها من ذلك، فعند ذلك حل له السفر،
ولا شيء أضر لقلوب المريدين من حصول الجاه لهم قبل خمود بشريتهم.
ومن آداب المريد: أن لا يسبق علمه في هذه الطريقة منازلته، فإنه إذا تعلم سير هذه الطائفة، وتكلف الوقوف على معرفة مسائلهم وأحوالهم قبل تحققه بها بالمنازلة والمعاملة بعد وصوله إلى هذه المعاني. ولهذا قال المشايخ: إذا حدث العارف عن المعارف فجهلوه؛ فإن الإخبار عن المنازل دون المعارف.
ومن غلب علمه منازلته؛ فهو صاحب علم لا صاحب سلوك.
[ ص: 583 ]