الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث الثالث والثلاثون:

                              باب: كمه .

                              حدثنا عاصم بن علي، حدثنا أبو شهاب، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه: "ملعون من كمه أعمى"   .

                              حدثنا محمد بن سهل، حدثنا المقرئ، عن حيوة، حدثنا سليمان بن كيسان، عن رجل، سئل ابن عباس عن العزل، فرفع كميه وله وفرة .

                              حدثنا مسدد، حدثنا خالد بن عبد الله، حدثنا مسلم الأعور، عن أنس، كان لرسول الله صلى الله عليه قميص قطن قصير الكمين   .

                              حدثنا موسى، حدثنا حماد، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، [ ص: 482 ] أن رسول الله صلى الله عليه سئل عن الثمار تؤخذ من أكمامها، قال: "ما أكل بفيه فلا بأس به"   .

                              حدثنا موسى، حدثنا عبد الواحد أبو مالك، حدثنا المغيرة بن عيينة، حدثني مكاتب، لنا عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه قال: "أنا وأمتي، على كوم مشرفين على الخلائق"   .

                              حدثنا يحيى، حدثنا المبارك، عن موسى بن علي، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، عن النبي صلى الله عليه: "أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان، فيأتي بناقيين كوماوين؟" .

                              حدثنا ابن نمير، حدثنا عقبة، عن خالد، عن موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه: "إذا فرشتم فأكيموا عن الباب شيئا" .

                              حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد، عن النبي صلى الله عليه [ ص: 483 ] : "الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين"  قوله: "من كمه أعمى"  أي عمى عليه الطريق ولم يوقفه عليه، والكمه: العمى إلا أنهم اختلفوا كيف هو؟ فحدثنا يوسف بن حماد، عن عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة: الأكمه: الذي يولد مطموس العين أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: الأكمه: الذي يولد أعمى حدثنا محمد بن علي، عن ابن أبي معاذ، عن عبيد، عن الضحاك: الأكمه: الأعمى أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي يقال: كمه يكمه كمها إذا عمي حدثنا أبو بكر، عن شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: الأكمه: الذي يبصر بالنهار ولا يبصر بالليل   [ ص: 484 ] حدثنا محمد بن سهل، حدثنا حفص، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة: الأكمه: الأعمش  وقال الشاعر:


                              كمهت عيناه لما ابيضتا فهو يلحى نفسه لما نزع



                              قوله: فإذا عليه كمة، وهي القلنسوة، لغة بصرية قوله: قصير الكمين، معروف هو ما ألبس اليد من القميص قوله: ما أخذ من أكمامه، الكم: الطلع المعنى فكأنه أخذه من نخله، من الموضع الذي كان في كم طلعه ولم يقطع منه بعد قوله: "على كوم" هو الشيء المرتفع كالأكمة أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي قال: " الأكمة: المكان الذي هو أشد ارتفاعا مما حوله لا يبلغ أن يكون حجارة قوله: "فيأتي بكوماوين"  قال ابن الأعرابي: الكوماء: الناقة وبعير أكوم، وسنام أكوم قال لنا أبو نصر: ناقة كوماء: عظيمة السنام والجميع كوم [ ص: 485 ] أخبرنا عمرو، عن أبيه: كوم: عظام الأسنمة، وأنشدنا:


                              أعداء كوم الذرى ترغو أجنتها     عند المجازر بين الحي والحجر



                              مدح قوما، فقال: هم أعداء كوم الذرى: نوق عظام الأسنمة لنحرهم إياها لأضيافهم ترغو: تصيح أجنتها: أولادها إذا نحرت أمهاتها وأنشدنا أبو نصر:


                              الحمد لله الوهوب المجزل     أعطى فلم يبخل ولم يبخل



                              كوم الذرا من خول المخول المجزل: المعظم الهبة يعطي الجزل: الشيء العظيم كوم الذرا: ضخام الأسنمة والجزل: العطاء والخول: العطاء والمخول: الله تعالى. قوله: "أكيموا عن الباب"  لم أسمع فيه شيئا، وأظنه: نحوا فرشكم عن أبواب البيوت. قوله: "الكمأة من المن"  هي معروفة نبت كالفطر، لا ورق له [ ص: 486 ] وقال الأصمعي: كممت الشيء: طينته وسددته أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الكمي: الشجاع الذي يكتم شجاعته: يكميها قال أبو عمرو: أكمى على ما في نفسه فهو مكم إذا سكت عليه وقال الأكوعي: كم كبشك، وهو أن يربط في خصييه خيطا، وطرفه في مباله لئلا ينزو وكمهته: توهته، لا يدري أين يأخذ تكميها، وتكمهنا الليلة: أضللنا والأكمه: الأعمى، ويقال لذاهب العقل: إنه لأكمه وقال التميمي: " المكمخ: العظيم في نفسه " وسمعت أبا نصر يقول: كمخ: شمخ بأنفه كبرا وأنشدنا:

                              [ ص: 487 ]

                              إذا ازدهاهم يوم هيجا أكمخوا     أشم بذاخ نمتني البذخ

                              .

                              [ ص: 488 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية