الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث الرابع والثلاثون:

                              باب: هجن .

                              حدثنا أبو الوليد، حدثنا زائدة، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه قال: "الدجال هجان أقمر"   .

                              حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ابن وهب، أخبرنا عمرو، أن بكيرا، أخبره، أن سليمان بن يسار أخبره، أن مالك بن عوف كلم في سهمان الهجين، فقال: لا أسهم إلا لعربي   .

                              حدثنا عاصم بن علي، حدثنا عبيد الله بن إياد، سمعت إيادا، يحدث عن قيس بن النعمان: أن النبي صلى الله عليه وأبا بكر مرا بعبد يرعى، فاستسقياه، فقال: "ههنا عناق حملت أول الشتاء ما لها لبن، وقد اهتجنت"   .

                              [ ص: 498 ] قوله: هجان، أي: أبيض، والهجان: الإبل البيض  أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي يقال: ناقة هجان، وبعير هجان الذكر والأنثى سواء ومثله الأدم، وهو أشد بياضا إلا أنه أسود الحماليق والأشفار أخبرنا عمرو عن أبيه: الهجائن من الإبل: التلاد، ليست بطرف والمهجنة: التي لم يضرب فيها إلا عرق واحد من أي لون كان قال أبو زيد: الهجان من الإبل: البيض خالصة اللون من نوق هجان، وهجن وأنشدنا أبو نصر:


                              زعمت غنية أن أكثر لمتي شيب وهان بذاك ما لم يزدد     لما رأت غربا هجائن وسطها
                              مرحت وجالت في الضراخ الأبعد

                              .

                              [ ص: 499 ] قوله: "غربا" بيضا، الواحدة غربة، قياس لا سماع، وغربا أقوى،  ومنه استغرب في الضحك وقوله: جالت، نفرت: تباعدت والضراح: التباعد، اضرحه عنك: ادفعه قوله: سهمان الهجين قال أبو زيد: الهجين ابن العربي وأمه أمة هجين: بين الهجنة، من قوم هجن وهجناء ومهاجنة قال: حسان:


                              مهاجنة إذا نسبوا عبيد     عضاريط مغالثة الزناد



                              وامرأة هجينة، من نسوة هجن وهجائن وهجان لم تعرق فيها الإماء، وكذلك الهجين من الدواب: الذي أبوه فرس، وأمه برذونة، فإذا نزا الهجين، فابنه المقرف وقال الأموي: الهجين أمه أمة، وإن ولدته أمتان فهو المكركس قوله: اهتجنت  أخبرنا عمرو، عن أبيه: الهاجن من الإبل، يقال: هجنت، وأهجن فلان بكرات له إذا لقحن، وهن بنات لبون، والهاجن: العناق يحمل عليها قبل وقت السفاد أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: إذا حملت النخلة وهي صغيرة قيل في .

                              [ ص: 500 ] نخله من المهتجنات كذا وكذا والهاجن من الإبل: التي تلقح فتية بنت مخاض أو بنت لبون، ومنه اهتجنت الجارية التي زوجت صغيرة، وأنشدنا:


                              وليست بأدنى غير أنس حديثها     إلى القوم من مصطاف عصماء هاجن



                              وصف امرأة كلمته، فقال: هي عفيفة ليس لك منها إلا أنس حديثها، فإن طلبت الريبة فهي أبعد منك من مصطاف: حيث تصيف العصماء وهي الأروية وهي شاة برية، وإنما تصيف في أعلى الجبل، والذكر منها يدعى الوعل، والعصماء في بدنها بياض وهاجن: نزي عليها قبل أن تدرك يقال: اهتجن الرجل الجارية: وطئها قبل أن تدرك، وأرض هجان: لينة التراب إلى البياض قال:


                              بأرض هجان الترب وسمية الثرى     عذاة نأت عنها المؤوجة والبحر

                              .

                              [ ص: 501 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية