حدثنا حدثنا مسدد، وحدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا هارون بن عبد الله، أخبرنا حجاج بن محمد، أخبرني ابن جريج، هارون بن أبي عائشة، عن عن عدي بن عدي، قال: نظرنا سلمان بن ربيعة، عمر يوم النفر الأول، فخرج علينا تقطر لحيته ماء، وفي يده حصيات، ماشيا يكبر في طريقه، حتى أتى الجمرة، فرماها، ثم مضى حتى إذا انقطع من قضض الحصى - حيث لا يناله حصى من رمى - دعا ساعة، ثم مضى إلى الوسطى، ثم الأخرى وزاد في هذا الحديث عن حجاج غير هارون: فشكا إليه عاملا من عماله، فأخذ الدرة، فضربه بها حتى أنهج سلمان بن ربيعة [ ص: 503 ] أخبرني قوله: "أنهج" يقال: أنهج إنهاجا، ونهج نهجا، ونهج نهاجا، وهو البهر والنفس أبو نصر، عن النهج: الطريق الواضح البين، وأنهج الثوب: أخلق، ونهج، وأنهجه البلى، وأنشدنا: الأصمعي:
ما هاج أحزانا وشجوا قد شجا من طلل كالأتحمي أنهجا
الشجو: الحزن وأنهج: أخلق وأتحمي: ثوب يمان غير موشى، وقال آخر:
إذا ما أديم القوم أنهجه البلى تفرى ولو كتبته فتحزبا
قال أنهجت عينه: دمعت وقال الأصمعي: همت تهمي هميا، وغسقت تغسق غسقا مثل دمعت . أبو زيد:
[ ص: 504 ]