الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: نجع .

                              أخبرني محمد بن صالح، عن محمد بن عمر، عن موسى بن محمد بن إبراهيم: " خرج أبو سفيان وبديل ليلة فتح مكة، فرأوا عسكر المسلمين والنيران، فقالوا: ما هؤلاء؟ قال بديل: هذه هوازن تنجعت أرضنا، والله ما نعرف هذا إن هذا عسكر مثل حاج الناس " أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: " أصل الانتجاع: إتيان الغيث، وانتجع فلان فلانا وتوخاه: تعمده، واحتذاه: إذا طلب ما عنده وتيممه إذا قصد إليه تيمما وأمه وتأييته: تعمدته واختبط فلان فلانا إذا أتاه فسأله من غير رحم ولا قرابة والنجعة: طلب الكلأ والخير وانتجع فلان فلانا: طلب خيره ومعروفه والنواجع: الذين يطلبون النجعة وأنشدنا سلمة عن الفراء:


                              وأعلم أنني سأكون رمسا إذا سار النواجع لا أسير

                              .

                              [ ص: 530 ]

                              وقال السائلون لمن حفرتم     فقال الحافرون لهم وزير



                              وقال ذو الرمة:


                              رأيت الناس ينتجعون غيثا     فقلت لصيدح انتجعي بلالا



                              ونجع الطعام نجوعا إذا استمرأه صاحبه أخبرنا عمرو، عن أبيه: نجعت الناقة نجعا وهو أن تأخذ الخبط فيدق ويجعل فيه ماء ويصب في بطن الناقة وهو النجوع والنواعج: الإبل السراع وأنشدنا للمليح:


                              فلما رأين القوم قد ألحقتهم     بهن نواج في الأزمة نعج



                              والنجيع: دم الجوف قال:

                              [ ص: 531 ]

                              وتخضب لحية غدرت وخانت     بأحمر من نجيع الجوف آن

                              .

                              [ ص: 532 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية