باب: رعد .
حدثنا عبيد الله، حدثنا أبو أحمد، حدثنا عبد الله بن الوليد، حدثني بكير ابن شهاب، عن سعيد، عن ابن عباس: أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه، فقالوا: أخبرنا عن الرعد، قال: "ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب، بيده مخراق من نار يزجر به السحاب وهذا صوته" .
حدثنا ابن نمير، حدثنا أبي، حدثنا إسماعيل، عن عامر: جاء ابنا مليكة إلى النبي صلى الله عليه فقال: "إن أمنا ماتت حين رعد الإسلام وبرق" قوله: "الرعد ملك" : هو عند الصحابة: علي، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وكذا قال التابعون: مجاهد، وعكرمة، وأبو صالح، والضحاك، وشهر، وعطية، والحسن، ومحمد بن قيس، والسدي .
[ ص: 689 ] وقال أبو الجلد: هو ريح، ولم يعرفه وهب بن منبه والزهري وأخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: الرعد إما أن تكون اسم ملك، وإما صوت سحاب، واحتجوا بقوله: والملائكة من خيفته ، وقالوا: ألا ترى إلى قوله: جون هزيم رعده أجش ولا يكون هذا إلا الصوت ورعدت السماء وبرقت، ورعد السماء وبرق، وأرعدنا وأبرقنا: أصابنا رعد وبرق قوله: حين رعد الإسلام وبرق، يقول: حين جاء وعيده وتهدده يقال: أرعد لي فلان وأبرق أي تهددني وتوعدني، سمعت هذا من أبي نصر، وأنشدنا [ ص: 690 ] :
يا جل ما بعدت عليك بلادنا
وطلابنا فابرق بأرضك وارعد
قال آخر:
فإذا جعلت بلاد فارس دونه فارعد ما بدا لك وابرق
وقال الأصمعي: برق ورعد في الوعيد ولم يعرف أبرق وأرعد والرعدة: حركة تأخذ الجبان والمحموم، والرعديد: الجبان، قال:
ثأرت بأبناء الكرام ولم أكن لدى الروع رعديدا جبانا ولا غمرا
[ ص: 691 ]


