[ ص: 240 ] حديث : روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : { لا يقرأ الجنب ، ولا الحائض ، شيئا من القرآن } الترمذي من حديث وابن ماجه ، وفي إسناده ابن عمر ، وروايته عن الحجازيين ضعيفة وهذا منها ، وذكر إسماعيل بن عياش : أنه تفرد به عن البزار ، وسبقه إلى نحو ذلك موسى بن عقبة ، وتبعهما البخاري ، لكن رواه البيهقي ، من حديث الدارقطني ، عن المغيرة بن عبد الرحمن موسى ، ومن وجه آخر ، فيه مبهم ، عن أبي معشر ، وهو ضعيف ، عن موسى ، وصحح ابن سيد الناس ، طريق المغيرة ، وأخطأ في ذلك ، فإن فيها ، وهو ضعيف ، فلو سلم منه لصح إسناده ، وإن كان عبد الملك بن مسلمة ابن الجوزي ضعفه بمغيرة بن عبد الرحمن ، فلم يصب في ذلك ، فإن مغيرة ثقة ، وكأن ابن سيد الناس تبع في قوله في الأطراف : إن ابن عساكر هذا هو عبد الملك بن مسلمة القعنبي ، وليس كذلك ، بل هو آخر .
وقال ابن أبي حاتم عن أبيه : حديث هذا خطأ ، وإنما هو إسماعيل بن عياش . قوله : وقال ابن عمر ، عن أبيه : هذا باطل ، أنكر على عبد الله بن أحمد . وله شاهد من حديث إسماعيل ، رواه جابر مرفوعا ، وفيه الدارقطني محمد بن الفضل ، [ ص: 241 ] وهو متروك ، وموقوفا ، وفيه يحيى بن أبي أنيسة ، وهو كذاب ، وقال : هذا الأثر ليس بالقوي ، وصح عن البيهقي : أنه كان يكره أن يقرأ القرآن وهو جنب ، وساقه عنه في الخلافيات ، بإسناد صحيح عمر
184 - ( 6 ) - حديث : { علي بن أبي طالب }. وفي رواية : يحجزه ، لم يكن يحجب النبي صلى الله عليه وسلم عن القرآن شيء سوى الجنابة وأصحاب السنن أحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم [ ص: 242 ] والبزار والدارقطني ، من طريق والبيهقي ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة عبد الله بن سلمة ، عن . وفي رواية علي ، عن للنسائي ، عن الأعمش نحوه ، وألفاظهم مختلفة ، وصححه عمرو بن مرة الترمذي ، ، وابن السكن وعبد الحق ، والبغوي في شرح السنة .
وروى بإسناده ، عن ابن خزيمة قال : هذا الحديث ثلث رأس مالي ، وقال شعبة : قال الدارقطني : ما أحدث بحديث أحسن منه ، وقال شعبة : لا يروى من حديث البزار إلا عن علي ، عن عمرو بن مرة عبد الله بن سلمة عنه ، وحكى الدارقطني في العلل أن بعضهم رواه عن ، عن عمرو بن مرة أبي البختري . عن ، وخطأ هذه الرواية ، وقال علي في سنن الشافعي حرملة : إن كان هذا الحديث ثابتا ، ففيه دلالة على تحريم القرآن على الجنب ، وقال في جماع كتاب الطهور : أهل الحديث لا يثبتونه . قال : إنما قال ذلك لأن البيهقي عبد الله بن سلمة راويه كان قد تغير ، وإنما روى هذا الحديث بعد ما كبر ، قاله ، وقال شعبة : كان الخطابي يوهن هذا الحديث . وقال أحمد النووي في الخلاصة : خالف الترمذي الأكثرون ، فضعفوا هذا الحديث ، وتخصيصه الترمذي بذلك دليل على أنه لم ير تصحيحه لغيره ، وقد قدمنا ذكر من صححه غير الترمذي .
وروى عن الدارقطني ، موقوفا { علي }وهذا يعضد حديث اقرءوا القرآن ما لم تصب أحدكم جنابة ، فإن أصابته فلا ، ولا حرفا عبد الله بن سلمة لكن قال : لا حجة في هذا الحديث لمن منع الجنب من القراءة ، لأنه ليس فيه نهي وإنما هي حكاية فعل ( ولم ) يبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه إنما امتنع من ذلك لأجل الجنابة ، وذكر ابن خزيمة عن [ ص: 243 ] البخاري : أنه لم ير بالقرآن للجنب بأسا . وذكر في الترجمة قالت ابن عباس : { عائشة }. كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه