[ ص: 123 ] سياق
ما روي عن الصحابة في إكرام الله - عز وجل - إياهم وظهور الآيات منهم
فمنها ما نقل عن - رضي الله عنه - أبي بكر الصديق
62 - أخبرنا ، أنا أحمد بن إبراهيم العبقسي محمد بن إبراهيم بن عبد الله ، ثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير عائشة : أن أباها نحلها جذاذ عشرين وسقا من ماله ، فلما حضرته الوفاة جلس فتشهد ، وحمد الله تعالى ، وأثنى عليه ، وقال : أما بعد ، يا بنية ، فإن أحب الناس إلي غنى بعدي لأنت ، وإن أعز الناس علي فقرا بعدي أنت ، وإني كنت نحلتك جذاذ عشرين وسقا من مالي فوددت أنك كنت جذذتيه وحزتيه ، وإنما هو مال الوارث ، وإنما هما أخواك وأختاك ، قلت : هذا أخواي فمن أختاي ؟ قال : ذو بطن بنت خارجة ، فإني أظنها جارية ، قالت : لو كان ما بين كذا إلى كذا لرددته .
63 - أخبرنا محمد بن الحسين الفارسي ، أنا أحمد بن سعيد الثفقي ، قال : ثنا محمد بن يحيى الباهلي ، قال : ثنا ، ثنا بشر بن عمر مالك ، عن ، عن ابن شهاب عروة ، عن عائشة ، أنها قالت : [ ص: 124 ] إن - رضي الله - عنه نحلها جذاذ عشرين وسقا من ماله بالغابة ، فلما حضرته الوفاة قال : والله يا بنية ، ما من الناس أحب إلي غنى بعدي منك ، ولا أعز علي فقرا منك ، إني كنت نحلتك جذاذ عشرين وسقا ، فلو كنت جذذتيه ، واحتزتيه كان لك ، وإنما هو اليوم مال وارث ، وإنما هما أخواك وأختاك ، فاقتسموه على كتاب الله عز وجل . قالت أبا بكر الصديق عائشة : يا أبت لو كان كذا وكذا لتركته ، إنما هي أسماء فمن الأخرى ؟ فقال أبو بكر : ذو بطن بنت خارجة أراها جارية .
قال الشيخ الحافظ المصنف : هذه كانت زوجة أبي بكر ، وهي حبيبة بنت خارجة بن زيد من بني زهير من بني الحارث بن الخزرج ، وكانت حاملا حين توفي أبو بكر - رضي الله عنه - ، فولدت بعده أم كلثوم فتزوجها - رضي الله - عنهم فصدق الله ظن طلحة بن عبيد الله - رضي الله - عنه بما قاله ، وجعل ذلك كرامة له فيما أخبر به قبل ولادتها وأنها أنثى وليست بذكر . أبي بكر الصديق