( فصل ) : والمرتبة الثالثة ، وهما يجتمعان فيما كان وما سيكون ، ويفترقان في ما لم يكن ولا هو كائن ، فما شاء الله تعالى كونه ، فهو كائن بقدرته لا محالة ( من مراتب الإيمان بالقدر : الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) ، ( يس 82 ) ، وما لم يشأ الله تعالى لم يكن لعدم مشيئة الله تعالى إياه ، ليس لعدم قدرته عليه ( ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ) ، ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ) ، ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ) ، ( أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ) ، ( ولو شاء الله ما اقتتلوا ) ، ( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) ، فالسبب في عدم وجود الشيء هو عدم مشيئة الله تعالى إيجاده ، لا أنه عجز عنه ، تعالى الله وتقدس وتنزه عن ذلك ( وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا ) ، ( فاطر 44 ) .