( الإمام العارف قدوة العارفين الشيخ عبد القادر الجيلاني ) قدس الله روحه قال في كتابه " تحفة المتقين وسبيل العارفين " في باب اختلاف المذاهب في صفات الله عز وجل وفي ذكر اختلاف الناس في الوقف عند قوله : ( قول الشيخ وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) إلى أن قال والله تعالى بذاته على العرش وعلمه محيط بكل مكان والوقف عند أهل الحق على قوله : ( إلا الله ) وقد روي ذلك عن [ ص: 277 ] صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا الوقف حسن لمن اعتقد أن الله بذاته فوق العرش ويعلم ما في السماوات والأرض إلى أن قال : ووقف جماعة من منكري استواء الرب عز وجل على قوله : ( فاطمة بنت رسول الله الرحمن على العرش استوى ) وابتدءوا بقوله : ( استوى له ما في السماوات وما في الأرض ) يريدون بذلك نفي الاستواء الذي وصف به نفسه وهذا خطأ منهم ؛ لأن الله تعالى استوى على العرش بذاته . وقال في كتابه " الغنية " : أما معرفة الصانع بالآيات والدلالات على وجه الاختصار فهو : أن تعرف وتتيقن أن الله واحد أحد إلى أن قال وهو بجهة العلو مستو على العرش محتو على الملك محيط علمه بالأشياء : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) ، ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ) .
فلا يجوز وصفه بأنه في كل مكان بل يقال : إنه في السماء على العرش استوى كما قال الله تعالى : ( الرحمن على العرش استوى ) وساق آيات وأحاديث ثم قال : وينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل وأنه استواء الذات على العرش ثم قال : وكونه على العرش مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل بلا كيف . هذا نص كلامه في الغنية .