[ أقوال الشارحين لأسماء الله الحسنى ]
( القرطبي في شرحه ) قال : وقد كان الصدر الأول لا ينفون الجهة بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على العرش حقيقة ، وخص العرش بذلك دون غيره ; لأنه أعظم مخلوقاته ، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته كما قال قول مالك : الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عن الكيف بدعة . وكذلك قالت ، ثم ذكر كلام أم سلمة أبي بكر الحضرمي في رسالته التي سماها بالإيماء إلى مسألة الاستواء ، وحكايته عن أنه استواء الذات على العرش وذكر أن ذلك قول القاضي عبد الوهاب القاضي أبي بكر بن الطيب الأشعري [ ص: 281 ] كبير الطائفة وأن نقله عنه نصا وأنه قول القاضي عبد الوهاب الأشعري في بعض كتبه ، وقول وابن فورك الخطابي وغيره من الفقهاء والمحدثين ، قال القرطبي : وهو قول أبي عمر بن عبد البر والطلمنكي وغيرهما من الأندلسيين ثم قال بعد أن حكى أربعة عشر قولا : وأظهر ( هذه ) الأقوال ما تظاهرت عليه الآي والأخبار ، ( وقال ( جميع ) الفضلاء الأخيار ) : إن الله على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف ، بائن من جميع خلقه ، هذا مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات .