نهاية إقدام العقول عقال * وأكثر سعي العالمين ضلال وأرواحنا في وحشة من جسومنا
* وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا
* سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
وكم قد رأينا من رجال ودولة
* فبادوا جميعا مسرعين وزالوا
وكم من جبال قد علت شرفاتها
* رجال فزالوا والجبال جبال
واعلم أنه بعد التوغل في هذه المضائق والتعميق في الاستكشاف عن أسرار هذه الحقائق رأيت الأصوب الأصلح في هذا الباب طريقة القرآن العظيم ، والفرقان الكريم ، وهو ترك التعمق والاستدلال بأقسام أجسام السماوات والأرضين على وجود رب العالمين ثم المبالغة في التعظيم من غير خوض في التفاصيل فاقرأ في التنزيه قوله تعالى :
( والله الغني وأنتم الفقراء ) وقوله تعالى : ( ليس كمثله شيء ) وقوله تعالى : ( قل هو الله أحد ) ، واقرأ في الإثبات قوله : ( الرحمن على العرش استوى ) ، وقوله تعالى : ( يخافون ربهم من فوقهم ) وقوله تعالى : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) ، وقوله تعالى : ( قل كل من عند الله ) ، وفي تنزيهه عما لا ينبغي قوله : ( ما أصابك من حسنة فمن الله ) [ ص: 306 ] الآية وعلى هذا القانون فقس وختم الكتاب .