( بشر بن الوليد وأبي يوسف رحمهما الله تعالى ) : روى قول قال : جاء ابن أبي حاتم إلى بشر بن الوليد أبي يوسف فقال له : تنهاني عن كلام وبشر المريسي وعلي الأحول وفلان يتكلمون فقال وما يقولون ؟ قال : يقولون إن الله في كل مكان . فبعث أبو يوسف وقال علي بهم فانتهوا إليهم وقد قام بشر فجيء بعلي الأحول والشيخ الآخر فنظر أبو يوسف إلى الشيخ وقال لو أن فيك موضع أدب لأوجعتك وأمر به إلى الحبس ، وضرب علي الأحول وطيف به ، وقد استتاب أبو يوسف لما أنكر أن الله فوق عرشه وهي قصة مشهورة ذكرها بشرا المريسي وغيره ، وأصحاب عبد الرحمن بن أبي حاتم أبي حنيفة المتقدمون على هذا ، قال محمد بن الحسن رحمه الله اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاءت بها الثقات عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في صفات الرب عز وجل من [ ص: 223 ] غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه ، فمن فسر شيئا من ذلك فقد خرج عما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفارق الجماعة فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا ولكن آمنوا بما في الكتب والسنة ثم سكتوا ، فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة ; لأنه وصفه بصفة لا شيء . وقال محمد رحمه الله تعالى أيضا في الأحاديث التي جاءت أن الله تعالى يهبط إلى سماء الدنيا ونحو هذا ، هذه الأحاديث قد رواها الثقات فنحن نرويها ونؤمن بها ولا نفسرها ، ذكر ذلك ( عنه ) ، وهذا تصريح منه بأن من قال بقول أبو القاسم اللالكائي جهم فقد فارق جماعة المسلمين .