قال : رغبة أرباب الحال . وهي رغبة لا تبقي من المجهود مبذولا . ولا تدع للهمة ذبولا . ولا تترك غير القصد مأمولا . الدرجة الثانية
يعني أن الرغبة الحاصلة لأرباب الحال فوق رغبة أصحاب الخبر ؛ لأن صاحب الحال كالمضطر إلى رغبته وإرادته . فهو كالفراش الذي إذا رأى النور ألقى نفسه فيه . ولا يبالي ما أصابه . فرغبته لا تدع من مجهوده مقدورا له إلا بذله . ولا تدع لهمته وعزيمته فترة ولا خمودا ، وعزيمته في مزيد بعدد الأنفاس . ولا تترك في قلبه نصيبا لغير مقصوده ، وذلك لغلبة سلطان الحال .
وصاحب هذه الحال لا يقاومه إلا حال مثل حاله أو أقوى منه . ومتى لم يصادفه حال تعارضه فله من النفوذ والتأثير بحسب حاله .