فصل
قال : وهي على ثلاث درجات : الدرجة الأولى : . وهو إياس العبد عن مقاومات الأحكام . ليقعد عن منازعة الأقسام ، ليتخلص من قحة الإقدام . درجة الإياس
يعني أن الواثق بالله لاعتقاده : أن الله تعالى إذا حكم بحكم وقضى أمرا . فلا مرد لقضائه . ولا معقب لحكمه . فمن حكم الله له بحكم ، وقسم له بنصيب من الرزق ، أو الطاعة أو الحال ، أو العلم أو غيره : فلا بد من حصوله له . ومن لم يقسم له ذلك : فلا سبيل له إليه البتة . كما لا سبيل له إلى الطيران إلى السماء ، وحمل الجبال - فبهذا القدر يقعد عن منازعة الأقسام . فما كان له منها فسوف يأتيه على ضعفه ، وما لم يكن له منها فلن يناله بقوته .
والفرق بين قوله : مقاومة الأحكام ومنازعة الأقسام ، أن مقاومة الأحكام : أن تتعلق إرادته بعين ما في حكم الله وقضائه . فإذا تعلقت إرادته بذلك جاذب الخلق الأقسام ونازعهم فيها .
وقوله : يتخلص من قحة الإقدام ؛ أي يتخلص بالثقة بالله من هذه القحة والجرأة على إقدامه على ما لم يحكم له به ولا قسم له . والله سبحانه أعلم .