ويسن إذا غربت الشمس هكذا روي عن تعجيل الإفطار أنه قال : وتعجيل الإفطار إذا غربت الشمس أحب إلينا لما روينا من الحديث وهو قوله صلى الله عليه وسلم : { أبي حنيفة } وذكر من جملتها تعجيل الإفطار . ثلاث من سنن المرسلين
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 106 ] أنه قال : { } ولتأخير يؤدي إليه ، ولو شك في غروب الشمس لا ينبغي له أن يفطر لجواز أن الشمس لم تغرب فكان الإفطار إفسادا للصوم ، لا تزال أمتي بخير ما لم ينتظروا للإفطار طلوع النجوم لم يذكره في الأصل ولا ولو أفطر وهو شاك في غروب الشمس ولم يتبين الحال بعد ذلك أنها غربت أم لا في شرحه مختصر القدوري ، وذكر الكرخي القاضي في شرحه مختصر : أنه يلزمه القضاء ، فرق بينه وبين التسحر . الطحاوي
ووجه الفرق أن هناك الليل أصل فلا يثبت النهار بالشك فلا يبطل المتيقن به بالمشكوك فيه ، وههنا النهار أصل فلا يثبت الليل بالشك ، فكان الإفطار حاصلا فيما له حكم النهار ، فيجب قضاؤه ، ويجوز أن يكون ما ذكره القاضي جواب الاستحسان احتياطا .
فأما في الحكم المار وهو القياس أن لا يحكم بوجوب القضاء لأن وجوب القضاء حكم حادث لا يثبت إلا بسبب حادث وهو إفساد الصوم وفي وجوده شك وعلى هذا يحمل اختلاف الروايتين في مسألة التسحر بأن تسحر وأكبر رأيه أن الفجر طالع ولو أفطر وأكبر رأيه أن الشمس قد غربت فلا قضاء عليه لما ذكرنا أن غالب الرأي حجة موجبة للعمل به ، وأنه في الأحكام بمنزلة اليقين ، وإن كان غالب رأيه أنها لم تغرب فلا شك في وجوب القضاء عليه لأنه انضاف إلى غلبة الظن حكم الأصل وهو بقاء النهار فوقع إفطاره في النهار فيلزمه القضاء ، واختلف المشايخ في وجوب الكفارة قال بعضهم : تجب لما ذكرنا أن غالب الرأي نزل منزلة اليقين في وجوب العمل ، كيف وقد انضم إليه شهادة الأصل وهو بقاء النهار ، وقال بعضهم : لا تجب وهو الصحيح لأن احتمال الغروب قائم فكانت الشبهة ثابتة وهذه الكفارة لا تجب مع الشبهة والله أعلم .