[ ص: 716 ] ذكر حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في منع الرجل من في " السنن " و " المسند " من حديث ( بيع ما ليس عنده قال : قلت يا رسول الله ، يأتيني الرجل يسألني من البيع ما ليس عندي ، فأبيعه منه ، ثم أبتاعه من السوق ، فقال : لا تبع ما ليس عندك حكيم بن حزام ) قال : حديث حسن . الترمذي
وفي " السنن " نحوه من حديث ابن عمرو رضي الله عنه ، ولفظه : ( ) قال لا يحل سلف وبيع ، ولا شرطان في بيع ، ولا ربح ما لم يضمن ، ولا بيع ما ليس عندك : حديث حسن صحيح . الترمذي
فاتفق لفظ الحديثين على نهيه صلى الله عليه وسلم عن بيع ما ليس عنده ، فهذا هو المحفوظ من لفظه صلى الله عليه وسلم وهو يتضمن نوعا من الغرر ، فإنه إذا باعه شيئا معينا ، وليس في ملكه ، ثم مضى ليشتريه ، أو يسلمه له ، كان مترددا بين الحصول وعدمه ، فكان غررا يشبه القمار ، فنهي عنه .
وقد ظن بعض الناس أنه إنما نهى عنه ؛ لكونه معدوما ، فقال : لا يصح ، وروى في ذلك حديثا أنه صلى الله عليه وسلم ( بيع المعدوم نهى عن بيع المعدوم ) ، وهذا الحديث لا يعرف في شيء من كتب الحديث ، ولا له أصل ، والظاهر أنه مروي بالمعنى من هذا الحديث ، وغلط من ظن أن معناهما واحد ، وأن هذا المنهي عنه في حديث حكيم وابن عمرو رضي الله عنه لا يلزم أن يكون معدوما ، وإن كان فهو معدوم خاص ، فهو كبيع حبل الحبلة وهو معدوم يتضمن غررا وترددا في حصوله .