ولما انقضت الحرب ، فقال : ( أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقف على القتلى بدر ، فطرحوا فيه ، ثم وقف عليهم ، فقال : " يا عتبة بن ربيعة ، ويا شيبة بن ربيعة ، ويا فلان ، ويا فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ، فإني وجدت ما وعدني ربي حقا " ، فقال : يا رسول الله ! ما تخاطب من أقوام قد جيفوا ؟ فقال : والذي نفسي بيده ، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكنهم لا يستطيعون الجواب " . ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرصة ثلاثا ، وكان إذا ظهر على قوم أقام بعرصتهم ثلاثا عمر بن الخطاب ) . بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم ، كذبتموني وصدقني الناس ، وخذلتموني ونصرني الناس ، وأخرجتموني وآواني الناس . [ ص: 168 ] ثم أمر بهم فسحبوا إلى قليب من قلب
ثم ارتحل مؤيدا منصورا ، قرير العين بنصر الله له ، ومعه الأسارى والمغانم ، فلما كان بالصفراء ، قسم الغنائم وضرب عنق النضر بن الحارث بن كلدة ، ثم لما نزل بعرق الظبية ، ضرب عنق عقبة بن أبي معيط .
ودخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مؤيدا مظفرا منصورا قد خافه كل عدو له المدينة وحولها ، فأسلم بشر كثير من أهل المدينة ، وحينئذ دخل عبد الله بن أبي المنافق وأصحابه في الإسلام ظاهرا .
بدرا من المسلمين ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ، من وجملة من حضر المهاجرين ستة وثمانون ، ومن الأوس أحد وستون ، ومن الخزرج مائة وسبعون ، وإنما قل عدد الأوس عن الخزرج ، وإن كانوا أشد منهم ، وأقوى شوكة ، وأصبر عند اللقاء ، لأن منازلهم كانت في عوالي المدينة ، وجاء النفير [ ص: 169 ] بغتة ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ) ، فاستأذنه رجال ظهورهم في علو لا يتبعنا إلا من كان ظهره حاضرا المدينة أن يستأني بهم حتى يذهبوا إلى ظهورهم ، فأبى ولم يكن عزمهم على اللقاء ، ولا أعدوا له عدته ، ولا تأهبوا له أهبته ، ولكن جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد .
أربعة عشر رجلا : ستة من واستشهد من المسلمين يومئذ المهاجرين ، وستة من الخزرج ، واثنان من الأوس ، وفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من شأن بدر والأسارى في شوال .