[ ص: 171 ] فصل في كعب بن الأشرف قتل
وكان رجلا من اليهود ، وأمه من بني النضير ، وكان شديد الأذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يشبب في أشعاره بنساء الصحابة ، فلما كانت وقعة بدر ذهب إلى مكة ، وجعل يؤلب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين ، ثم رجع إلى المدينة على تلك الحال ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لكعب بن الأشرف ، فإنه قد آذى الله ورسوله " . فانتدب له محمد بن مسلمة ، ، وعباد بن بشر وأبو نائلة واسمه سلكان بن سلامة ، وهو أخو كعب من الرضاع، والحارث بن أوس ، ، وأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا ما شاءوا من كلام يخدعونه به ، فذهبوا إليه في ليلة مقمرة ، وشيعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وأبو عبس بن جبر بقيع الغرقد ، فلما انتهوا إليه ، قدموا سلكان بن سلامة إليه ، فأظهر له موافقته على الانحراف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشكا إليه ضيق حاله ، فكلمه في أن يبيعه وأصحابه طعاما ، ويرهنونه سلاحهم ، فأجابهم إلى ذلك .
ورجع سلكان إلى أصحابه ، فأخبرهم ، فأتوه ، فخرج إليهم من حصنه ، فتماشوا ، فوضعوا عليه سيوفهم ، ووضع محمد بن مسلمة مغولا كان معه في [ ص: 172 ] ثنته ، فقتله ، وصاح عدو الله صيحة شديدة أفزعت من حوله . وأوقدوا النيران ، وجاء الوفد حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل ، وهو قائم يصلي ، وجرح الحارث بن أوس ببعض سيوف أصحابه ، فتفل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرئ ، فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتل من وجد من اليهود لنقضهم عهده ومحاربتهم الله ورسوله ) . من