فصل 
وكان صلى الله عليه وسلم يطيل الركعة الأولى على الثانية من صلاة الصبح  ومن كل صلاة ، وربما كان يطيلها حتى لا يسمع وقع قدم ، وكان يطيل صلاة الصبح أكثر من سائر الصلوات . 
وهذا لأن قرآن الفجر مشهود يشهده الله تعالى وملائكته ، وقيل : يشهده ملائكة الليل والنهار ، والقولان مبنيان على أن النزول الإلهي هل يدوم إلى انقضاء صلاة الصبح أو إلى طلوع الفجر ؟ وقد ورد فيه هذا وهذا . 
 [ ص: 209 ] وأيضا فإنها لما نقص عدد ركعاتها جعل تطويلها عوضا عما نقصته من العدد . 
وأيضا فإنها تكون عقيب النوم والناس مستريحون . 
وأيضا فإنهم لم يأخذوا بعد في استقبال المعاش وأسباب الدنيا . 
وأيضا فإنها تكون في وقت تواطأ فيه السمع واللسان والقلب لفراغه وعدم تمكن الاشتغال فيه ، فيفهم القرآن ويتدبره . 
وأيضا فإنها أساس العمل وأوله ، فأعطيت فضلا من الاهتمام بها وتطويلها ، وهذه أسرار إنما يعرفها من له التفات إلى أسرار الشريعة ومقاصدها وحكمها ، والله المستعان . 
				
						
						
