إذا رمتها كانت فراشا يقلني وعند فراغي خادم يتملق
وقد قال تعالى : ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ) [ البقرة : 187 ] ، وأكمل اللباس وأسبغه على هذه الحال ، فإن فراش الرجل لباس له ، وكذلك لحاف المرأة لباس لها ، فهذا الشكل الفاضل مأخوذ من هذه الآية ، وبه يحسن موقع استعارة اللباس من كل من الزوجين للآخر . وفيه وجه آخر ، وهو أنها تنعطف عليه أحيانا ، فتكون عليه كاللباس ، قال الشاعر :
إذا ما الضجيع ثنى جيدها تثنت فكانت عليه لباسا
وأردأ أشكاله أن تعلوه المرأة ، ويجامعها على ظهره ، وهو خلاف الشكل الطبيعي الذي طبع الله عليه الرجل والمرأة ، بل نوع الذكر والأنثى ، وفيه من المفاسد أن المني يتعسر خروجه كله ، فربما بقي في العضو منه فيتعفن ويفسد ، فيضر ، وأيضا : فربما سال إلى الذكر رطوبات من الفرج ، وأيضا فإن الرحم لا [ ص: 235 ] يتمكن من الاشتمال على الماء واجتماعه فيه ، وانضمامه عليه لتخليق الولد ، وأيضا : فإن المرأة مفعول بها طبعا وشرعا ، وإذا كانت فاعلة خالفت مقتضى الطبع والشرع . وكان أهل الكتاب إنما يأتون النساء على جنوبهن على حرف ، ويقولون : هو أيسر للمرأة .
وكانت قريش والأنصار تشرح النساء على أقفائهن ، فعابت اليهود عليهم ذلك ، فأنزل الله عز وجل : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) [ البقرة : 223 ] .
وفي " الصحيحين " عن جابر ، قال : ( اليهود تقول : إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها ، كان الولد أحول ) ، فأنزل الله عز وجل : ( كانت نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) ، وفي لفظ لمسلم : ( ) . إن شاء مجبية ، وإن شاء غير مجبية ، غير أن ذلك في صمام واحد "
والمجبية : المنكبة على وجهها ، والصمام الواحد : الفرج ، وهو موضع الحرث والولد .