[ ص: 119 ] كتاب الحلال والحرام
فضيلة الحلال ومذمة الحرام :
قال الله تعالى : ( كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ) [ المؤمنون : 51 ] أمر بالأكل من الطيبات قبل العمل ، وقيل : إن المراد به الحلال ، وقال تعالى : ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ) [ البقرة : 188 ] وقال تعالى : ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ) [ النساء : 10 ] وقال تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين ) [ البقرة : 278 ] ثم قال : ( فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ) [ البقرة : 279 ] ثم قال : ( وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم ) [ البقرة : 279 ] . ثم قال : ( ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) [ البقرة : 2758 ] جعل في أول الأمر مؤذنا بمحاربة الله وفي آخره متعرضا للنار ، والآيات الواردة في الحلال والحرام لا تحصى . أكل الربا
وروى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ابن مسعود طلب الحلال فريضة على كل مسلم " .
وقال بعض العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم : المراد به : طلب علم الحلال والحرام وجعل المراد بالحديثين واحدا . طلب العلم فريضة على كل مسلم
ولما ذكر صلى الله عليه وسلم الحريص على الدنيا قال : وقال صلى الله عليه وسلم : رب أشعث أغبر مشرد في الأسفار مطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام يرفع يديه فيقول : يا رب فأنى يستجاب لذلك . كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به
وأما الآثار : فقد ورد أن " الصديق " رضي الله عنه شرب لبنا من كسب عبده ، ثم سأل عبده فقال : تكهنت لقوم فأعطوني ، فأدخل أصابعه في فيه وجعل يقيء حتى ظننت أن نفسه ستخرج ثم قال : " اللهم إني أعتذر إليك مما حملت العروق وخالط الأمعاء " .
وكذلك شرب " عمر " رضي الله عنه من لبن إبل الصدقة غلطا فأدخل أصابعه وتقيأ ، وقال " سهل التستري " : " لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يكون فيه أربع خصال : أداء الفرائض بالسنة ، وأكل الحلال بالورع ، واجتناب النهي ظاهرا وباطنا ، والصبر على ذلك إلى [ ص: 120 ] الموت " .
وكان " " رحمه الله من الورعين فقيل له : " من أين تأكل " ؟ فقال : " من حيث تأكلون ولكن ليس من يأكل وهو يبكي كمن يأكل وهو يضحك " وقال : " يد أقصر من يد ، ولقمة أصغر من لقمة " . وهكذا كانوا يحترزون من الشبهات . بشر الحافي