فضيلة الرفق    : 
اعلم أن الرفق محمود ويضاده العنف والحدة ، والعنف نتيجة الغضب والفظاظة ، والرفق واللين نتيجة حسن الخلق والسلامة ، ولا يحسن الخلق إلا بضبط قوة الغضب وحفظها على حد الاعتدال ؛ ولأجل هذا أثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الرفق ، وبالغ فيه فقال : " من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة ، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من خير   [ ص: 213 ] الدنيا والآخرة   " . وقال - صلى الله عليه وسلم - : " إذا أحب الله أهل بيت أدخل عليهم الرفق   " ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : " لعائشة    " : " عليك بالرفق ؛ فإنه لا يدخل في شيء إلا زانه ، ولا ينزع من شيء إلا شانه   " . 
وسر الترغيب في الرفق والثناء عليه هو كون الطباع إلى العنف والحدة أميل ، وإن كان العنف في محله حسنا فإن الحاجة قد تدعو إليه ولكن على الندور ، والكامل من يميز مواقع الرفق عن مواقع العنف ، فيعطي كل أمر حقه . 
				
						
						
