آية الهواء وعجائب الجو
ومن آياته تعالى الهواء اللطيف ، فإن شاء جعله نشرا بين يدي رحمته كما قال سبحانه ( وأرسلنا الرياح لواقح ) [ الحجر : 22 ] فيصل بحركته روح الهواء إلى الحيوانات والنباتات فتستعد للنماء ، وإن شاء جعله عذابا على العصاة من خليقته كما قال تعالى : ( إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر ) [ القمر : 19 ، 20 ] .
[ ص: 319 ] ثم انظر إلى عجائب الجو وما يظهر فيه من الغيوم والرعود والبروق والأمطار والثلوج والشهب والصواعق فهي عجائب ما بين السماء والأرض ، وقد أشار القرآن إلى جملة ذلك في قوله تعالى : ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين ) [ الدخان : 38 ] وهذا هو الذي بينهما ، وأشار إلى تفصيله في مواضع شتى حيث قال تعالى : ( والسحاب المسخر بين السماء والأرض ) [ البقرة : 164 ] وحيث تعرض للرعد والبرق والسحاب والمطر . فتأمل السحاب الكثيف المظلم كيف تراه يجتمع في جو صاف لا كدورة فيه ، وكيف يخلقه الله تعالى إذا شاء ومتى شاء ، وهو مع رخاوته حامل للماء الثقيل وممسك له في جو السماء إلى أن يأذن الله في إرسال الماء وتقطيع القطرات حتى يصيب الأرض قطرة قطرة ، فلو اجتمع الأولون والآخرون على أن يخلقوا منها قطرة لعجزوا ، وكل ذلك من فضل الجبار القادر لا إله إلا هو .