ذكر ما ورد عن الصحابة والتابعين في ذلك
قال ابن سعد في الطبقات في ترجمة قالوا : إن عمر بن الخطاب عمر أول من ضرب في الخمر ثمانين واشتد على أهل الريب والتهم ، وأحرق بيت رويشد الثقفي وكان حانوتا قال ابن سعد : والنباذ بالمدينة يسمى الحانوت ، وقال ابن سعد أيضا في ترجمة : أخبرنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف يزيد بن هارون ، ، ومعن بن عيسى قالوا : حدثنا ومحمد بن [ ص: 140 ] إسماعيل بن أبي فديك عن ابن أبي ذئب سعد بن إبراهيم عن أبيه أن حرق بيت عمر بن الخطاب رويشد الثقفي ، وكان حانوتا للشراب وكان عمر قد نهاه ، فلقد رأيته يتلهب كأنه جمرة ، أخرجه في الكنى من وجه آخر عن الدولابي سعد بن إبراهيم ، ورويناه أيضا في نسخة إبراهيم بن سعد رواية كاتب الليث عنه ، وقال عبد الرزاق في المصنف : أنا عن عبد الله بن عمر نافع عن صفية ابنة أبي عبيد ، ومعمر عن نافع ، عن قالت : وجد صفية عمر - رضي الله عنه - في بيت رجل من ثقيف خمرا ، وكان قد جلده في الخمر فحرق بيته ، وقال : ما اسمك ؟ قال : رويشد ، قال : بل أنت فويسق ، وأخرج عن عبد القدوس ، عن نافع قال : وجد عمر في بيت رويشد الثقفي خمرا فحرق بيته ، وقال : ما اسمك ؟ قال : رويشد ، قال : بل أنت فويسق ، وقال في المصنف : ثنا ابن أبي شيبة وكيع عن عن إسماعيل بن أبي خالد الحارث بن شبيل عن ، قال : بلغ أبي عمرو الشيباني أن رجلا أثرى في بيع الخمر فقال : اكسروا كل آنية له ، وسيروا كل ماشية له ، وقال عمر بن الخطاب ابن سعد في الطبقات : أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن الحارث بن الفضيل ، عن أبيه ، عن حبيب بن عمير ، عن مليح بن عوف السلمي قال : بلغ أن عمر بن الخطاب صنع بابا مبوبا من خشب على باب داره وخص على قصره خصا من قصب فبعث سعد بن أبي وقاص محمد بن مسلمة وأمرني بالمسير معه ، وقد أمره أن يحرق ذلك الباب وذلك الخص ، فانتهينا إلى دار سعد فأحرق الباب والخص ، وقال في سننه : حدثنا سعيد بن منصور مسكين بن ميمون ثنا قال : بينا عروة بن رويم يتصفح الناس يسألهم عن أهل أجنادهم إذ مر عمر بن الخطاب بأهل حمص فقال : كيف أنتم ، وكيف أميركم ؟ فقالوا : خيرا يا أمير المؤمنين إلا أنه بنى علية يكون فيها ، فكتب كتابا وأرسل إليه بريدا وأمره إذا جئت باب عليته فاجمع حطبا وأحرق باب عليته ، فلما قدم جمع حطبا وأحرق باب العلية فأخبروه فقال : دعوه فإنه رسول أمير المؤمنين ، وقال ابن عبد الحكم في فتوح مصر : حدثنا شعيب عن الليث ، وعبد الله بن صالح عن الليث ، عن قال : أول من بنى غرفة يزيد بن أبي حبيب بمصر خارجة بن حذافة فبلغ ذلك فكتب إلى عمر بن الخطاب : سلام عليك أما بعد : فإنه بلغني أن عمرو بن العاص خارجة بن حذافة بنى غرفة ، ولقد أراد خارجة أن يطلع على عورات جيرانه فإذا أتاك كتابي هذا فاهدمها إن شاء الله والسلام .
وأخرج في المصنف من طريق ابن أبي شيبة سعد بن إبراهيم عن أبيه ، قال : دخل ومعه ابن له عليه قميص حرير على عبد الرحمن بن عوف عمر فشق القميص .
[ ص: 141 ] فهذه آثار صحيحة عن في عمر بن الخطاب ، هدم بيوت الخمارين ، وقد فعل ذلك في خلافته والصحابة يومئذ متوافرون ، ولم ينكره أحد منهم فكان ذلك إجماعا ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " وإتلاف أمكنة الفساد إذا تعينت طريقا لإزالة الفساد أبي بكر وعمر " وقال اقتدوا باللذين من بعدي في الأدب المفرد : حدثنا البخاري حدثني إبراهيم بن المنذر معن حدثني عن أبيه ، عن ابن المنكدر أن رجلين اقتمرا على ديكين على عهد ربيعة بن عبد الله بن الهدير بن عبد الله عمر فأمر عمر بقتل الديكة ، فقال له رجل من الأنصار : أتقتل أمة تسبح ؟ فتركها ، وأخرج في شعب الإيمان عن البيهقي أنه قال في النرد : لقد هممت أن آمر بحزم حطب ثم أرسل إلى بيوت الذين هم في بيوتهم فأحرقها ، وأخرج عثمان بن عفان ، سعيد بن منصور عن والبيهقي الحسن أن كان يأمر بذبح الحمام التي يلعب بها . عثمان بن عفان
فهذان أثران عن ثالث الخلفاء الراشدين وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " عثمان بن عفان " وقد فعل ذلك عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ عثمان وقاله في قصة النرد ، ولم ينكر عليه أحد والصحابة يومئذ متوافرون فكان إجماعا مع أن ليس من المحرمات ، وأخرج اللعب بالحمام عن البيهقي عبد الرحمن بن يزيد قال : كنت جالسا مع فأتاه ابن له قد ألبسته أمه قميصا من حرير ، وهو معجب به ، فقال : يا بني من ألبسك هذا ؟ قال : أمي قال : ادنه فدنا منه فشقه ثم قال : اذهب إلى أمك فتلبسك ثوبا غيره ، وأخرج عبد الله بن مسعود من طريق ابن أبي شيبة المهاجر بن شماس ، عن عمه قال : رأى ابنا له عليه قميص من حرير فشقه ، وقال : إنما هذا للنساء ، وأخرج ابن مسعود عن ابن أبي شيبة أبي جحيف قال : انطلقت مع عبد الله حتى أتيت داره فأتاه بنون له عليهم قمص حرير فحرقها ، وقال : انطلقوا إلى أمكم فتلبسكم غير هذا ، وأخرج في ذم الملاهي ، ابن أبي الدنيا عن والبيهقي ابن الزبير أنه خطب بمكة ، فقال : بلغني عن رجال أني أحلف بالله لا أوتى بأحد يلعب بها إلا عاقبته في شعره وبشره ، وأعطيت سلبه من أتاني به ، وأخرج يلعبون بلعبة يقال لها النردشير ، ابن أبي الدنيا عن والبيهقي ، قال : مر مجاهد بقوم يلعبون بالشهاردة فأحرقها بالنار ، وأخرج ابن عمر عن البيهقي مالك أنه قال : من النرد بلغنا عن الشطرنج أنه ولي مال يتيم فأحرقها ، وقال ابن عباس أبو نعيم في الحلية : حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة أحمد بن زيد الخزار ثنا ضمرة ثنا أكدين بن سليمان أن كتب إلى عامله عمر بن عبد العزيز عبد الله بن عوف على فلسطين أن اركب إلى البيت الذي يقال [ ص: 142 ] له المكس فاهدمه ثم احمله إلى البحر فانسفه في اليم نسفا .
وقال في تفسيره : ثنا ابن جرير ابن حميد ثنا هارون ، عن أبي جعفر عن ليث أن شقيقا لم يدرك الصلاة في مسجد بني غاضرة فقيل له مسجد بني فلان لم يصلوا بعد فقال : لا أحب أن أصلي فيه ؛ فإنه بني على ضرار وكل مسجد بني ضرارا أو رياء أو سمعة فإن أصله ينتهي إلى المسجد الذي بني على ضرار .