قال الشيخ رحمه الله : وكان - رضي الله عنه - لا يفارق الجد ، ولا يجاوز الحد ، وقد قيل : إن التصوف الجد في السلوك إلى مالك الملوك .
حدثنا ، ثنا أبو عمرو بن حمدان ، حدثني الحسن بن سفيان يعقوب بن سفيان ، قال : حدثني عمرو بن منصور البصري ، ثنا ، عن عبد الواحد بن زيد أسلم الكوفي ، عن ، عن مرة الطيب زيد بن أرقم ، قال : كان - رضي الله تعالى عنه - مملوك يغل عليه ، فأتاه ليلة بطعام فتناول منه لقمة ، فقال له المملوك : ما لك كنت تسألني كل ليلة ولم تسألني الليلة ؟ قال : حملني على ذلك الجوع ، من أين جئت بهذا ؟ قال : مررت بقوم في الجاهلية فرقيت لهم فوعدوني ، فلما أن كان اليوم مررت بهم فإذا عرس لهم فأعطوني ، قال : لأبي بكر الصديق ، وجعلت لا تخرج ، فقيل له : إن هذه لا تخرج إلا بالماء ، فدعا بطست من ماء فجعل يشرب ويتقيأ حتى رمى بها ، فقيل له : يرحمك الله ، كل هذا من أجل هذه اللقمة ؟ قال : لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن كدت أن تهلكني ، فأدخل يده في حلقه فجعل يتقيأ " فخشيت أن ينبت شيء من جسدي من هذه اللقمة كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به .
ورواه عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن نحوه ، عائشة والمنكدر بن محمد بن المنكدر ، عن أبيه ، عن جابر نحوه .