367 -  غالب القطان    . 
ومنهم المتعبد اليقظان ، غالب بن خطاف القطان  ، كان في عبادة ربه راجحا ، ولعبيده وخلقه ناصحا . 
 [ ص: 183 ] حدثنا أبو بكر بن مالك  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني أبي ، ثنا سيار  ، ثنا جعفر    . قال : سمعت  غالبا القطان    . يقول في دعائه : اللهم ارحم في دار الدنيا غربتنا  ، وارحم لنزول الموت مصرعنا ، وآنس في القبور وحشتنا ، وارحم بسط أيدينا وفغر أفواهنا ، ومنشر وجوهنا ، وارحم وقوفنا بين يديك . 
ثنا إبراهيم بن عبد الملك  ، ثنا محمد بن إسحاق  ، ثنا  قتيبة بن سعيد  ، ثنا مروان بن سالم القرشي  ، ثنا مسعدة بن اليسع بن قيس الباهلي  ، عن سليمان بن أبي محمد  ، ثنا  غالب القطان  ، أن أناسا أتوه في قسمة ميراث لهم ، فقسمه معهم يومهم أجمع ، حتى إذا أمسى آوى إلى فراشه وقد لغب ، فاتكأ على مسجد له فغلبته عينه ، فأتاه المؤذن يثوب ، قالت له المرأة : ألا ترى المؤذن يرحمك الله يثوب على رأسك ؟ قال : ويحك ، ذريني فإنك جاهلة بما لقيت اليوم . قال فثوب مرارا ، والمرأة كل ذلك تبعثه ، ويقول لها ذلك : ذريني حتى انتصف الليل ، فقام فصلى فلم يذكر كم صلى الإمام ولا عرفه ، فأعاد المكتوبة أربعا وعشرين مرة ، ثم أخذ مضجعه ، فرأى فيما يرى النائم أنه ينطلق من منزله إلى كريجة ، فوجد في الطريق أربع دنانير ومعه كيس فيه ثلاث أبواب ، فطرح الدنانير في باب من تلك الأبواب ، قال : فلبثت غير كثير ، فإذا الدنانير ينشدها من يذكر الدنانير الأربعة رحمك الله مرارا ، قال : فجعلت أتغامس عنه ، ثم دعوته بعد ذلك ، فقلت : يا صاحب الدنانير ، هذه دنانيرك فذهبت لأفتح الكيس لأعطيه الدنانير ، فإذا الكيس قد تخرق وذهبت الدنانير ، فقلت : يا صاحب الدنانير ، إن دنانيرك قد ذهبت فخذ شراءها ، فضبط بناحية ثوبي ، وقال : لا أقبل إلا دنانيري بأعيانها . فاستيقظت وهو آخذ بناحية ثوبي ، فغدوت على ابن سيرين  فقصصت عليه . فقال : أما إنك نمت عن صلاة العشاء الآخرة ، فاستغفر الله ولا تعد لمثلها    . 
قال سليمان    : وأخبرني  غالب القطان  قال : ثم ابتليت بمثلها فاتكأت على ذلك المسجد ، فأذن المؤذن وثوب كل ذلك تبعثني المرأة الصلاة يرحمك الله ، فنمت   [ ص: 184 ] إلى الحين الذي نمت فيه المرة الأولى ، فقمت ، فصليت نحو ما صليت المرة الأولى ، ثم أخذت مضجعي ، فرأيت أني وأصحابا لي على بغال شهب هماليج ، وأناس قدامنا على الإبل نيام في المحامل ، على فرش وطئة تحدو بهم الحداة ، وهم على رسلهم ، وأنا وأصحابي مجتهدون على أن نلحقهم ، حتى بلغ جهدنا ، فنادينا : يا معاشر الحداة ، ما لنا على البغال الهماليج ، وأنتم على الإبل على رسلكم ونحن نجتهد فلا ندرككم ؟ ! فأجابتنا الحداة إنا قوم صلينا في جمع صلاة العشاء الآخرة  ، وأنتم صليتم فرادى فلن تلحقونا ، قال : فغدوت على  محمد بن سيرين  فحدثته ، فقال : هو كما رأيته . 
حدثنا أبي ، ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب  ، ثنا  أبو حاتم الرازي  ، حدثني محمد بن المثنى  ، ثنا المفضل بن نوح الراسبي    . قال : سمعت  غالبا القطان    . قال : جئت من ضيعتي وأنا كال ، مغلوب فوضعت رأسي فأقيمت العشاء الآخرة  ، فقالت المرأة : الصلاة ، فقلت : دعيني فنمت هويا ، ثم قمت فتوضأت وصليت ، فقلت : إن كانت الجماعة فاتتني فلن يفوتني أن آخذ بحظي من الليل ، فصليت ، ثم وضعت رأسي ، فأرى في منامي كأني في مقعد بالكلأ ، ومناد ينادي الدنانير كلها أربعة ، وهى عندي ينشدها ، فأخرجتها أن أعطيها إياه فلم يقبلها ، وقال : لو أنك أعطيتها حيث نشدتها قبلتها منك ، فأتيت  محمد بن سيرين  ، فذكرت ذلك له ، فقال : تلك الصلاة نمت عنها . 
حدثنا أبي ، ثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا أبو حاتم  ، ثنا الحسين بن عيسى بن عمران  ، ثنا أبو عبد الرحمن الزراد  ، ثنا  غالب القطان    . قال : أغفيت ليلة عن صلاة العشاء الآخرة  ، فرأيت فيما يرى النائم كأني مع أناس على بغال شهب ، وبين يدي ناس على محامل ، وحاد يحدو بهم ، وهم يسيرون على مهل ، ونحن على البغال نطرد طردا ، ننظر إليهم ولا نلحقهم ، قال : فأتيت  محمد بن سيرين  ، فقصصت عليه رؤياي ، فقال : صليت البارحة في جماعة ؟ قلت : لا . قال : أولئك أصحاب المحامل الذين صلوا في جماعة ، وأنتم أصحاب بغال شهب تجهدوا أن تدركوا فضل أولئك ، ولا تدركون . 
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد  ، ثنا الحسن بن محمد  ، ثنا  أبو زرعة  ، ثنا سعيد بن عبد الجبار  ، ثنا الفرات - يعني ابن   [ ص: 185 ] أبي الفرات    - قال : سمعت  غالبا القطان  ، يحدث أنه رأى في المنام كأن قوما في محامل في قطار نيام ، وكأن قوما على بغال شهب يدأبون ، وأصحاب القطار على هينتهم ، فلم يلحقوهم عامة الليل ، قال : فقلت ما رأيت كالليلة ؟ ! إنا هذه الليلة دائبون فلا نلحقهم ! فقال لي رجل : أما تدري ما هؤلاء ؟ هؤلاء صلوا في جماعة  ، ثم ناموا ، وأنتم تطوعتم تجهدون فليس تلحقونهم . 
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر  ، ثنا عبد الله بن محمد بن عمران  ، حدثني عمي أيوب بن عمران    . قال : حدثت عن  غالب القطان    . قال : فاتتني صلاة العشاء في جماعة فصليت خمسا وعشرين مرة  ؛ أبتغي به الفضل ، ثم نمت فرأيت في منامي كأني على فرس جواد أركض ، وهؤلاء في المحامل لا ألحقهم ، فقيل : إنهم صلوا في جماعة وصليت وحدك . 
حدثنا أبو بكر بن مالك  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني أحمد بن إبراهيم  ح . وحدثنا عثمان بن محمد العثماني  ، ثنا أبو بكر المتوثي  ، ثنا أبو الأشعث  ، قالا : ثنا  ابن علية  ، ثنا  غالب القطان    . قال : رأيت الحسن  في المنام في سكة الموالي ، وحال الجدول بيني وبينه وبيده ريحان ، وهو يمسح يديه من غمرة ، فقلت : أخبرني بأمر يسير عظيم الأجر  ، قال : نعم ، نصيحة بقلبك ، وذكرا بلسانك ، انقلب بهما . 
حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر  ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد  ، ثنا محمد بن موسى  ، ثنا عبد العزيز القرشي  ، عن جعفر بن سليمان  ، عن  غالب القطان    . قال : لما اشتد كرب يوسف    - عليه السلام - وطال سجنه ، واتسخت ثيابه ، وشعث رأسه ، وجفاه الناس ، دعا عند تلك الكربة قال : اللهم أشكو إليك ما لقيت من ودي وعدوي  ؛ أما ودي فباعوني وأخذوا ثمني ، فحبسني ، اللهم اجعل لي فرجا ومخرجا ، فأعطاه الله ذلك . 
حدثنا أبو بكر بن مالك  ، ثنا عبد الله بن أحمد  ، ثنا  عبيد الله بن عمر القواريري  ، حدثني المنهال بن عيسى العبدي  ، ثنا  غالب القطان  ، عن  بكر بن عبد الله المزني    . قال : من يأت الخطيئة وهو يضحك ، دخل النار وهو يبكي    ! ! . 
 [ ص: 186 ] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن إبراهيم بن أبي يحيى المديني  ، ثنا محمد بن يحيى الزماني  ، ثنا  بشر بن المفضل  ، ثنا غالب    . قال : قلت للحسن    : إن من جلسائك من يقول إذا كان يوم الجمعة فلا تقل : اللهم اغفر لنا ، فإن في المسجد الشرطي واللوطي وذكر أشياء من هذا النحو . فقال : أيها الرجل ، اجتهد في الدعاء ، وعم في النصيحة  ، فإنما أنت شافع ، فإن أعطاك الله ما تريد فذاك ، وإلا رد عليك فضل نصيحتك . 
				
						
						
