السؤال الثاني : قوله : ( يتربصن ) لا شك أنه خبر، والمراد منه الأمر ، فما الفائدة في التعبير عن الأمر بلفظ الخبر؟
والجواب من وجهين :
الأول : أنه تعالى لو ذكره بلفظ الأمر لكان ذلك يوهم أنه لا يحصل المقصود إلا إذا شرعت فيها بالقصد والاختيار، وعلى هذا التقدير فلو وجب أن لا يكون ذلك كافيا في المقصود؛ لأنها لما كانت مأمورة بذلك لم تخرج عن العهدة إلا إذا قصدت أداء التكليف، أما لما ذكر الله تعالى هذا التكليف بلفظ الخبر زال ذلك الوهم، وعرف أنه مهما انقضت هذه العدة حصل المقصود، سواء علمت ذلك أو لم تعلم ، وسواء شرعت في العدة بالرضا أو بالغضب . مات الزوج ولم تعلم المرأة ذلك حتى انقضت العدة
الثاني : قال صاحب الكشاف : يفيد تأكيد الأمر إشعارا بأنه مما يجب أن يتعلق بالمسارعة إلى امتثاله، فكأنهن امتثلن الأمر بالتربص ، فهو يخبر عنه موجودا، ونظيره قولهم في الدعاء : "رحمك الله" أخرج في صورة الخبر ثقة بالإجابة ، كأنها وجدت الرحمة فهو يخبر عنها. التعبير عن الأمر بصيغة الخبر