المسألة السادسة : قال  الشافعي  ومالك    - رضي الله عنهما - : من أسلم على يد رجل ووالاه وعاقده ثم مات ولا وارث له غيره  ، أنه لا يرثه ، بل ميراثه للمسلمين . وقال  أبو حنيفة    - رضي الله عنه - : يرثه . حجة الشافعي : أنا بينا أن معنى هذه الآية ولكل شيء مما تركه الوالدان والأقربون والذين عاقدت أيمانكم ، فقد جعلنا له موالي وهم العصبة ، ثم هؤلاء العصبة إما الخاصة وهم الورثة ، وإما العامة وهم جماعة المسلمين ، فوجب صرف هذا المال إلى العصبة العامة ما لم توجد العصبة الخاصة ، واحتج  أبو بكر الرازي  لقوله بأن الآية توجب الميراث للذي والاه وعاقده ، ثم إنه تعالى نسخه بقوله : ( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله    ) [الأحزاب : 6 ] فهذا النسخ إنما يحصل إذا وجد أولو الأرحام ، فإذا لم يوجدوا لزم بقاء الحكم كما كان . 
والجواب : أنا بينا أنه لا دلالة في الآية على أن الحليف يرث ، بل بينا أن الآية دالة على أنه لا يرث ، وبينا أن القول بهذا النسخ باطل . 
ثم قال تعالى : ( إن الله كان على كل شيء شهيدا    ) وهو كلمة وعد للمطيعين ، وكلمة وعيد للعصاة ،   [ ص: 71 ] والشهيد : الشاهد والمشاهد ، والمراد منه إما علمه تعالى بجميع الجزئيات والكليات وإما شهادته على الخلق يوم القيامة بكل ما عملوه . وعلى التقدير الأول : الشهيد هو العالم ، وعلى التقدير الثاني : هو المخبر . 
				
						
						
