وقال لإبليس رب العباد أن اخرج دحيرا لعينا ذءوما
وقوله : ( مدحورا ) الدحر في اللغة الطرد والتبعيد ، يقال دحره دحرا ودحورا إذا طرده وبعده ، ومنه قوله تعالى : ( ويقذفون من كل جانب دحورا ) وقال أمية :
وبإذنه سجدوا لآدم كلهم إلا لعينا خاطئا مدحورا
وقوله : ( لمن تبعك منهم ) اللام فيه لام القسم ، وجوابه قوله : ( لأملأن ) قال صاحب "الكشاف" روى عصمة عن عاصم : ( لمن تبعك ) بكسر اللام بمعنى ( لمن تبعك منهم هذا الوعيد ) وهو قوله : ( لأملان جهنم منكم أجمعين ) وقيل : إن (لأملأن) في محل الابتداء ( ولمن تبعك ) خبره ، قال : الكناية في قوله : ( أبو بكر بن الأنباري لمن تبعك منهم ) عائد على ولد آدم ؛ لأنه حين قال : ( ولقد خلقناكم ) كان مخاطبا لولد آدم فرجعت الكناية إليهم .
قال القاضي : دلت هذه الآية على أن التابع والمتبوع معنيان في أن جهنم تملأ منهما ثم إن الكافر تبعه ، فكذلك الفاسق تبعه ، فيجب القطع ، وجوابه أن المذكور في الآية أنه تعالى يملأ جهنم ممن تبعه ، وليس في الآية أن كل من تبعه فإنه يدخل جهنم فسقط هذا الاستدلال ، ونقول : هذه الآية تدل على أن بدخول الفاسق النار ؛ لأن كلهم متابعون لإبليس . والله أعلم . جميع أصحاب البدع والضلالات يدخلون جهنم