أما قوله تعالى : ( قال هذا صراط علي مستقيم ) ففيه وجوه :
الأول : أن إبليس لما قال : ( إلا عبادك منهم المخلصين ) فلفظ المخلص يدل على الإخلاص ، فقوله هذا عائد إلى الإخلاص ، والمعنى : أن طريق علي وإلي ، أي : أنه يؤدي إلى كرامتي وثوابي ، وقال الإخلاص الحسن : معناه هذا صراط إلي مستقيم ، وقال آخرون : هذا صراط من مر عليه ، فكأنه مر علي وعلى رضواني وكرامتي وهو كما يقال : طريقك علي .
الثاني : أن الإخلاص طريق العبودية فقوله : ( هذا صراط علي مستقيم ) أي : هذا الطريق في العبودية طريق علي مستقيم .
الثالث : قال بعضهم : لما ذكر آدم إلا من عصمه الله بتوفيقه تضمن هذا الكلام تفويض الأمور إلى الله تعالى وإلى إرادته فقال تعالى : ( إبليس أنه يغوي بني هذا صراط علي ) أي : تفويض الأمور إلى إرادتي ومشيئتي طريق علي مستقيم .
الرابع : معناه : هذا صراط علي تقريره وتأكيده ، وهو مستقيم حق وصدق ، وقرأ يعقوب : " صراط علي " بالرفع والتنوين على أنه صفة لقوله : ( صراط ) أي : هو علي بمعنى أنه رفيع مستقيم لا عوج فيه . قال الواحدي : معناه أن طريق التفويض إلى الله تعالى والإيمان بقضاء الله طريق رفيع مستقيم .