( قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا ) قوله تعالى : ( قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا ) قرأ العامة قال على الغيبة, وقرأ عاصم وحمزة : قل حتى يكون نظيرا لما بعده ، وهو قوله : ( قل إني لا أملك ) ( قل إني لن يجيرني ) قال مقاتل : إن كفار مكة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : "إنك جئت بأمر عظيم وقد عاديت الناس كلهم ، فارجع عن هذا" فأنزل الله : ( قل إنما أدعو ربي ) وهذا حجة لعاصم وحمزة ، ومن قرأ "قال" حمل ذلك على أن القوم لما قالوا ذلك ، أجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إنما أدعو ربي ) فحكى الله ذلك عنه بقوله "قال" . أو يكون ذاك من بقية حكاية الجن أحوال الرسول لقومهم .
( قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا ) إما أن يفسر الرشد بالنفع حتى يكون تقدير الكلام : لا أملك لكم غيا ولا رشدا ، ويدل عليه قراءة أبي غيا ولا رشدا ، ومعنى الكلام أن ، وإن أحدا من الخلق لا قدرة له عليه . النافع والضار ، والمرشد والمغوي هو الله
قوله تعالى : ( قل إني لن يجيرني من الله أحد ) قال مقاتل : إنهم قالوا : اترك ما تدعو إليه ونحن نجيرك ، فقال الله له : ( قل إني لن يجيرني من الله أحد ) .
ثم قال تعالى : ( ولن أجد من دونه ملتحدا ) أي ملجأ وحرزا ، قال : ملتحدا مثل قولك منعرجا ، والتحد معناه في اللغة مال ، فالملتحد المدخل من الأرض مثل السرب الذاهب في الأرض . المبرد