( وأقوم قيلا )
قوله تعالى : ( وأقوم قيلا ) فيه مسألتان :
المسألة الأولى : ( وأقوم قيلا ) قال : أحسن لفظا ، قال ابن عباس : لأن الليل تهدأ فيه الأصوات وتنقطع فيه الحركات ويخلص القول ، ولا يكون دون تسمعه وتفهمه حائل . ابن قتيبة
المسألة الثانية : قرأ أنس "وأصوب قيلا" ، فقيل له : يا أبا حمزة إنما هي : وأقوم قيلا, فقال أنس : وأصوب وأهيأ واحد ، قال : وهذا يدل على أن القوم كانوا يعتبرون المعاني ، فإذا وجدوها لم يلتفتوا إلى الألفاظ ، ونظيره ما روي أن ابن جني أبا سوار الغنوي كان يقرأ : "فحاسوا خلال الديار" بالحاء غير المعجمة ، فقيل له : إنما هو جاسوا ، فقال : حاسوا وجاسوا واحد ، أنا أقول : يجب أن تحمل ذلك على أنه إنما ذكر ذلك تفسيرا للفظ القرآن ، لا على أنه جعله نفس القرآن ؛ إذ لو ذهبنا إلى ما قاله لارتفع الاعتماد عن ألفاظ القرآن ، ولجوزنا أن كل أحد عبر عن المعنى بلفظ رآه مطابقا لذلك المعنى ، ثم ربما أصاب في ذلك الاعتقاد ، وربما أخطأ ، وهذا يجر إلى الطعن في القرآن ، فثبت أنه حمل ذلك على ما ذكرناه . ابن جني