أما قوله تعالى : ( كذلك يبين الله آياته للناس    )  ففيه وجوه : 
أحدها : المراد أنه كما بين ما أمركم به ونهاكم عنه في هذا الموضع ، كذلك يبين سائر أدلته على دينه وشرعه . 
وثانيها : قال أبو مسلم    : المراد بالآيات الفرائض التي بينها كما قال : ( سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات    ) [ النور : 1 ] ثم فسر الآيات بقوله : ( الزانية والزاني    ) [ النور : 2 ] إلى سائر ما بينه من أحكام الزنا ، فكأنه تعالى قال : كذلك يبين الله للناس ما شرعه لهم ليتقوه بأن يعملوا بما لزم . 
وثالثها : يحتمل أن يكون المراد أنه سبحانه لما بين أحكام الصوم على الاستقصاء في هذه الآية بالألفاظ القليلة بيانا شافيا وافيا ، قال بعده : ( كذلك يبين الله آياته للناس    ) أي مثل هذا البيان الوافي الواضح الكامل هو الذي يذكر للناس ، والغرض منه تعظيم حال البيان ، وتعظيم رحمته على الخلق في ذكره مثل هذا البيان . 
أما قوله تعالى : ( لعلهم يتقون    ) فقد مر شرحه غير مرة . 
الحكم الثامن 
				
						
						
