فصل
فإن فهو على قسمين : تيقن الطهارة والحدث وشك في السابق منهما
أحدهما : إن تيقن أنه كان متطهرا ، أو أنه كان محدثا ، فيبني على خلاف حاله قبلهما ، إن كان متطهرا فهو محدث ، وإن كان محدثا فهو متطهر ؛ لأن الحال قبلهما إن كان طهارة مثلا فقد تيقن أنه وجد بعدها حدث وطهارة ، فزالت [ ص: 347 ] تلك الطهارة بيقين ، والطهارة الثانية يجوز أن تكون هي الأولى دامت واستمرت ، ويجوز أن تكون حدثت بعد الحدث ، والحدث متيقن فلا يزول بالشك .
الثاني : يتيقن أنه تطهر عن حدث وأنه أحدث بعد طهارة ، فإن كان قبل هاتين الحالتين متطهرا فهو الآن متطهر ، وإن كان محدثا فهو الآن محدث ؛ لأن الطهارة السابقة قد وجد بعدها حدث ناقض ، وذلك الحدث وجد بعد طهارة رافعة ، والأفضل بقاؤها ، فأما إن تيقن أنه تطهر وأنه أحدث لكن لا يدري هل كانت الطهارة بعد طهارة أو بعد حدث ، وذلك الحدث هل كان ( بعد ) طهارة أو بعد حدث ، فهذا كالقسم الأول يكون على خلاف حاله قبلهما ، ولو تيقن أنه ابتدأ الطهارة عن حدث ، وأنه كان أحدث ولا يدري أفعل ذلك وهو محدث أو هو طاهر ، فهنا هو طاهر بكل حال ، وكذلك لو تيقن أنه أحدث عن طهارة ، وأنه توضأ لا يدري أتجديدا أم رفعا ، فهو محدث بكل حال .