فصل المزني وأبو ثور وأبو بكر بن المنذر أئمة مجتهدون ، وهم منسوبون إلى  الشافعي ،  فأما  المزني   وأبو ثور  فصاحبان  للشافعي  حقيقة ،  وابن المنذر  متأخر عنهما ، وقد صرح في المهذب في مواضع كثيرة بأن الثلاثة من أصحابنا ، أصحاب الوجوه ، وجعل أقوالهم وجوها في المذهب ، وتارة يشير إلى أنها ليست وجوها ، ولكن الأول ظاهر إيراده إياها ، فإن عادته في المهذب أن لا يذكر أحدا من الأئمة أصحاب المذاهب غير أصحابنا إلا نحو قوله : يستحب كذا للخروج من خلاف  مجاهد  ، أو  عمر بن عبد العزيز  ، أو الزهري  ، أو  مالك  ،  وأبي حنيفة  ،  وأحمد  ، وشبه ذلك ، ويذكر قول  أبي ثور   والمزني   وابن المنذر  ذكر الوجوه ، ويستدل له ويجيب عنه ، وقد قال إمام الحرمين  في باب ما ينقض الوضوء من النهاية : إذا انفرد  المزني  برأي فهو صاحب مذهب ، وإذا خرج  للشافعي  قولا فتخريجه أولى من تخريج غيره ، وهو ملتحق بالمذهب لا محالة ، وهذا الذي قاله الإمام : حسن لا شك أنه متعين . 
 [ ص: 116 ] فرع : إن استغرب من لا أنس له بالمذهب الموضع الذي صرح صاحب المهذب فيه : بأن  أبا ثور   وابن المنذر  من أصحابنا ، دللناه وقلنا : ذكر في أول الغصب في مسألة من رد المغصوب ناقص القيمة دون العين : أن  أبا ثور  من أصحابنا ، وذكر نحوه  ابن المنذر  في صفة الصلاة في آخر فصل : ثم يسجد سجدة أخرى . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					