( وإن صح إسلامه ) إن كان مميزا لإسلام عقل صبي الإسلام وهو صبي وعد ذلك من مناقبه وسبقه وقال : " سبقتكم إلى الإسلام طرا صبيا ما بلغت أوان حلمي " ويقال : هو أول من أسلم من الصبيان ومن الرجال علي بن أبي طالب أبو بكر ومن النساء خديجة ومن العبيد وقال بلال عروة " أسلم علي وهما ابنا ثمان سنين " ولقوله صلى الله عليه وسلم { والزبير } والصبي داخل في ذلك ولأن الإسلام عبادة محصنة فصحت من الصبي كالصلاة والحج ولأن الله دعاه إلى دار الإسلام وجعل طريقها الإسلام فلم يجز منعه من إجابة دعوة الله وسلوك طريقها لا يقال الإسلام يوجب عليه الزكاة في ماله ونفقة قريبه المسلم وحرمان ميراث قريبه الكافر وفسخ نكاحه ولأن الزكاة نفع محض لأنها سبب النماء والزيادة المحضة للمال والميراث [ ص: 176 ] والنفقة أمر متوهم وذلك مجبور بحصول الميراث للمسلمين وسقوط نفقة أقاربهم الكفار ثم إن هذا الضرر مغمور في جنب ما يحصل له من سعادة الدنيا والآخرة ( و ) تصح أيضا ( ردته إن كان مميزا ) لأن من صح إسلامه صحت ردته . من قال لا إله إلا الله دخل الجنة
( ومعنى عقل الإسلام أن يعلم أن الله ربه لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فإذا أسلم ) المميز ( حيل بينه وبين الكفار ويتولاه المسلمون ) كأولاد المسلمين لأن بقاءه مع الكفار قد يفضي إلى عوده للكفر ( ويدفن في مقابرهم ) أي المسلمين ( إذا مات ) بعد غسله وتكفينه والصلاة عليه ويرثه أقاربه من المسلمين لصحة إسلامه ( فإن لم يلتفت إلى قوله ) لأنه خلاف الظاهر ( وأجبر على الإسلام ) كالبالغ إذا أسلم ثم ارتد عن الإسلام . قال ) المميز ( بعده ) أي الإسلام ( لم أدر ما قلت أو قاله كبيرا