1120 - مسألة : ومن لزمه الوفاء به لقول الله تعالى : { نذر في حالة كفره طاعة لله عز وجل ثم أسلم فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة ثم كان من الذين آمنوا } فحض الله تعالى على فعل الخير ، وأوجبه لفاعله ، ثم على الإيمان ، وعلى فعل الخير فيه أيضا ، لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم { } . : من نذر أن يطيع الله فليطعه
وهو عليه السلام مبعوث إلى الجن والإنس ، وطاعته فرض على كل مؤمن وكافر ، من قال غير هذا فليس مسلما - : وهذه جملة لم يختلف فيها أحد ممن يدعي الإسلام - ثم نقضوا في التفصيل - : روينا من طريق نا مسلم حسن الحلواني نا يعقوب هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف - نا أبي عن عن صالح بن كيسان ابن شهاب أنا { عروة بن الزبير أخبره أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أي رسول الله أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة ، أو عتاقة ، أو صلة رحم ، أفيها أجر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أسلمت على ما أسلفت من خير حكيم بن حزام } . أن
نا يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري نا نا سعيد بن نصر نا قاسم بن أصبغ نا ابن وضاح نا أبو بكر بن أبي شيبة عن حفص بن غياث عن عبيد الله بن عمر عن نافع { ابن عمر قال : نذرت نذرا في الجاهلية فسألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ما أسلمت فأمرني أن أوفي بنذري عمر } . عن
نا حمام نا أبو محمد الباجي نا عبد الله بن يونس المرادي نا بقي بن مخلد نا نا أبو بكر بن أبي شيبة - عن حفص هو ابن غياث عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن { ابن عمر [ ص: 275 ] قال : نذرت نذرا في الجاهلية ثم أسلمت فسألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأمرني أن أوفي بنذري عمر } .
فهذا حكم لا يسع أحدا الخروج عنه .
وقال : لا يلزمه - واحتج له مقلدوه بقول الله تعالى { مالك : لئن أشركت ليحبطن عملك } وقوله تعالى { : وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا } .
قال : لا حجة لهم في هذا ; لأن هذا كله إنما نزل فيمن مات كافرا بنص كل آية منهما قال تعالى : { أبو محمد ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم } .
ثم هم أول من ينقض هذه الحجة فيجيزون : بيعهم ، وابتياعهم ، ونكاحهم ، وهباتهم ، وصدقاتهم ، وعتقهم - وبالله تعالى التوفيق .
ومن طريق نا مسلم نا قتيبة بن سعيد عن ليث بن سعد سعيد بن أبي سعيد المقبري أنه سمع يقول : { أبا هريرة نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له : ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد وذكر الحديث . وفيه أن ثمامة أسلم بعد أن أطلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال : يا محمد ، والله ما كان على الأرض من دين أبغض إلي من دينك ، فأصبح دينك أحب الدين كله إلي والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي وإن خيلك أخذتني ، وأنا أريد العمرة فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمره أن يعتمر } . بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خيلا قبل
فهذا كافر خرج يريد العمرة فأسلم فأمره عليه السلام بإتمام نيته .
وروينا عن من طاوس فليوف بنذره - وعن نذر في كفره ، ثم أسلم الحسن ، نحوه - وبهذا يقول وقتادة ، الشافعي ، وأصحابهما . وأبو سليمان