503 - مسألة : ولا يحل ، ولا بناء مسجد عليه بيت متملك ليس من المسجد ، فمن فعل ذلك فليس شيء من ذلك مسجدا ، وهو باق على ملك بانيه كما كان ؟ برهان ذلك - : أن الهواء لا يتملك ، لأنه لا يضبط ولا يستقر ؟ وقال تعالى : { بناء مسجد تحته بيت متملك ليس منه وأن المساجد لله } فلا يكون مسجدا إلا خارجا عن ملك كل أحد دون الله تعالى لا شريك له
فإذ ذلك كذلك فكل بيت متملك لإنسان فله أن يعليه ما شاء ، ولا يقدر على إخراج الهواء الذي عليه عن ملكه ، وحكمه الواجب له ، لا إلى إنسان ولا غيره .
وكذلك إذا : فلم [ ص: 169 ] يخرجه عن ملكه إلا بشرط فاسد . بني على الأرض مسجدا وشرط الهواء له يعمل فيه ما شاء
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { } . كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل
وأيضا : فإذا : فإن كان السقف له ؟ فهذا مسجد لا سقف له ، ولا يكون بناء بلا سقف أصلا . عمل مسجدا على الأرض وأبقى الهواء لنفسه
وإن كان السقف للمسجد ؟ فلا يحل له التصرف عليه بالبناء .
وإن كان المسجد في العلو والسقف للمسجد : - فهذا مسجد لا أرض له ، وهذا باطل .
فإن كان للمسجد فلا حق له فيه ، فإنما أبقى لنفسه بيتا بلا سقف ، وهذا محال ؟ ؟ وأيضا : فإن كان المسجد سفلا ؟ فلا يحل له أن يبني على رءوس حيطانه شيئا ، واشتراط ذلك باطل ; لأنه شرط ليس في كتاب الله .
وإن كان المسجد علوا ، فله هدم حيطانه متى شاء ، وفي ذلك هدم المسجد وانكفاؤه ولا يحل منعه من ذلك ; لأنه منع له من التصرف في ماله ، وهذا لا يحل .