ص ( لا أحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه )
ش : لما حمد الله تعالى على ما تزايد من النعم وشكره نبه على أن ذلك إنما هو امتثال للأمر وإلا فليس يحصي الثناء عليه تعالى أحد وأصل هذا قوله صلى الله عليه وسلم { } رواه مسلم ولو أتى به لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك المصنف هكذا لكان فيه مع موافقة لفظ الحديث التفات وكأنه قصد أن يكون الكلام على أسلوب واحد ولأجل السجع في قوله رمسه و : لا أطيق أن أثني عليك بما تستحق أن يثنى عليك به . معنى لا أحصي
وقال : معناه لا أحصي نعمك فأثني [ ص: 16 ] عليك بها ثم عقبه بقوله هو كما أثنى على نفسه اعترافا بالعجز عن الثناء تفصيلا ورد ذلك إلى المحيط بكل شيء قال مالك الأبي : يريد أن عظمة الله وصفات جلاله لا نهاية لها وعلوم البشر وقدرهم متناهية فلا يتعلقان بما لا يتناهى وإنما يتعلق بذلك علمه تعالى الذي لا يتناهى وتحصيه قدرته التي لا تتناهى .