ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح
أي ألا يستوجبون الثواء، أو المكان الذي يثوى فيه فيها، وقد افتروا مثل هذا الكذب على الله تعالى، وكذبوا بالحق مثل هذا التكذيب، أو إنكار واستبعاد لاجترائهم على ما ذكر من الافتراء والتكذيب مع علمهم بحال الكفرة، أي ألم يعلموا أن في جهنم مثوى للكافرين حتى اجترءوا هذه الجرأة، وجعلهم عالمين بذلك لوضوحه وظهوره، فنزلوا منزلة العالم به، والتعريف في (الكافرين) على الأول للعهد، فالمراد بهم أولئك المحدث عنهم، وهم أهل مكة ، وأقيم الظاهر مقام الضمير لتعليل استيجابهم المثوى، ولا ينافي كون ظاهره أن العلة افتراؤهم وتكذيبهم، لأنه لا يغايره، والتعليل يقبل التعدد، وعلى الثاني للجنس، فالمراد مطلق جنس الكفرة، ويدخل أولئك فيه دخولا أوليا برهانيا.