وأخرج وغيره عن ابن المنذر تفسير ( الباطل ) بالشيطان. وفي البحر قال مجاهد : الباطل الشيطان وكل ما يأمر به مجاهد والحق هو الرسول والشرع، وقيل: الباطل ما لا ينتفع به، وجوز كون ذلك خبر مبتدأ محذوف ( وبأن ) إلخ في محل نصب على الحال، والتقدير الأمر ذلك أي كما ذكر ملتبسا بهذا السبب. الزمخشري
والعامل في الحال إما معنى الإشارة وإما نحو أثبته وأحقه فإن الجملة تدل على ذلك لأنه مضمون كل خبر وتعقبه بأن فيه ارتكابا للحذف من غير داع له، والجار والمجرور أعني ( من ربهم ) في موضع الحال على كل حال، والكلام أعني قوله تعالى: أبو حيان ذلك بأن إلى قوله سبحانه: من ربهم تصريح بما أشعر به الكلام السابق من السببية لما فيه من البناء على الموصول، ويسميه علماء البيان التفسير، ونظيره ما أنشده لنفسه: الزمخشري
به فجع الفرسان فوق خيولهم كما فجعت تحت الستور العواتق تساقط من أيديهم البيض حيرة
وزعزع عن أجيادهن المخانق
فإن فيه تفسيرا على طريق اللف والنشر كما في الآية وهو من محاسن الكلام كذلك أي مثل ذلك الضرب البديع يضرب الله أي يبين للناس أي لأجلهم أمثالهم أي أحوال الفريقين المؤمنين والكافرين وأوصافهما الجارية في الغرابة مجرى الأمثال، وهي اتباع المؤمنين الحق وفوزهم وفلاحهم، واتباع الكافرين الباطل وخيبتهم وخسرانهم، وجوز أن يراد بضرب الأمثال التمثيل والتشبيه بأن جعل سبحانه اتباع الباطل مثلا لعمل الكفار والإضلال مثلا لخيبتهم واتباع الحق مثلا لعمل المؤمنين وتكفير السيئات مثلا لفوزهم والإشارة بذلك لما تضمنه الكلام السابق، وجوز كون ضمير ( أمثالهم ) للناس