وقيل الحرد بفتح الراء وقد قرئ به وهو بمعنى الغيظ والغضب كما قال أبو نصر أحمد بن حاتم صاحب وأنشد: الأصمعي
إذا جياد الخيل جاءت تردي مملوءة من غضب وحرد
أي لم يقدروا إلا على إغضاب بعضهم لبعض كقوله تعالى فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون [القلم: 30] وروي هذا عن سفيان والحصر حقيقي ادعائي أو إضافي . وقيل بمعنى القصد والسرعة وأنشد: والسدي
أقبل سيل جاء من أمر الله يحرد حرد الجنة المغلة
أي غدوا قاصدين إلى جنتهم بسرعة قادرين عند أنفسهم على صرامها وروي هذا عن ف ابن عباس على حرد ظرف مستقر حال من ضمير (غدوا) و (قادرين ) حال أيضا إلا أنها حال مقدرة على ما قيل وقيل حال حقيقية بناء على القيد بعند أنفسهم وإنما قيد به لأن ثمار جنتهم هالكة فلا قدرة لهم على صرامها وقد فنيت: وقال ( حرد ) اسم قريتهم وفي رواية عن الأزهري اسم جنتهم ولا أظن ذلك مرادا وقيل الحرد الانفراد يقال: حرد عن قومه إذا تنحى عنهم ونزل منفردا وكوكب حرود معتزل عن الكواكب والمعنى وغدوا إلى جنتهم منفردين عن المساكين ليس أحد منهم معهم قادرين على صرامها وهو من باب التهكم، وقيل قادرين على هذا القول من التقدير بمعنى التضييق أي مضيقين على المساكين إذ حرموهم ما [ ص: 32 ] كان أبوهم ينيلهم منها وهو حال مقدرة . السدي