هذا (ومن باب الإشارة في الآيات)
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=176ولا يحزنك لتوقع الضرر أو لشدة الغيرة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=176الذين يسارعون في الكفر لحجابهم الأصلي وظلمتهم الذاتية
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=176إنهم لن يضروا الله شيئا فإن ساحة الكبرياء مقدسة عن هجوم ظلال الضلال ، أو المراد لن يضروك أيها المظهر الأعظم إلا أنه تعالى أقام نفسه تعالى مقام نفسه صلى الله تعالى عليه وسلم ، وفي الآية إشارة إلى الفرق والجمع
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=176يريد الله إظهارا لصفة قهره
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=176ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم لعظم حجابهم ونظرهم إلى الأغيار .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=177إن الذين اشتروا الكفر وأخذوه بالإيمان بدله لقبح استعدادهم وسوء اختيارهم الغير المجعول
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=177لن يضروا الله شيئا ولكن يضرون أنفسهم لحرمانها تجلي الجمال
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=177ولهم عذاب أليم لكونهم غدوا بذلك مظهر الجلال .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم ونزيد في مددهم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178خير لأنفسهم ينتفعون به في القرب إلينا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178إنما نملي لهم ليزدادوا إثما بسبب ذلك لازديادهم حجابا على حجاب وبعدا على بعد
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178ولهم عذاب مهين لفرط بعدهم عن منبع العز .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه من ظاهر الإسلام وتصديق اللسان
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179حتى يميز الخبيث من صفات النفس وحظوظ الشيطان ودواعي الهوى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179من الطيب وهو صفات القلب كالإخلاص واليقين والمكاشفة ومشاهدة الروح ومناغاة السر ومسامراته ، وذلك بوقوع الفتن والمصائب بينكم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179وما كان الله ليطلعكم على الغيب أي غيب وجودكم من الحقائق الكامنة فيكم بلا واسطة الرسول للبعد وعدم المناسبة وانتفاء استعداد التلقي منه سبحانه
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فيطلعه على ذلك ويهديكم إلى ما غاب عنكم من كنوز وجودكم وأسراره للجنسية التي بينكم وبينه .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179فآمنوا بالله ورسله بالتصديق والتمسك بالشريعة ليمكنكم التلقي منهم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179وإن تؤمنوا بعد ذلك الإيمان الحقيقي الحاصل بالسلوك والمتابعة في الطريقة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179وتتقوا الحجب والموانع
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179فلكم أجر عظيم من كشف الحقيقة ، وقد يقال : إن لله تعالى غيوبا : غيب الظاهر وغيب الباطن وغيب الغيب وسر الغيب وغيب السر ، فغيب الظاهر هو ما أخبر به سبحانه عن أمر الآخرة ، وغيب الباطن هو غيب المقدورات المكنونة عن قلوب الأغيار ، وغيب الغيب هو سر الصفات في الأفعال ، وسر الغيب هو نور الذات في الصفة ، وغيب السر هو غيب القدم وسر الحقيقة والاطلاع بالواسطة على ما عدا الأخير واقع للسالكين على حسب مراتبهم ، وأما الاطلاع على الأخير فغير واقع لأحد أصلا ، فإن الأزلية منزهة عن الإدراك وخاصة بنبينا صلى الله تعالى عليه وسلم ، من ذلك المعنى رؤيته بنعت الكشف له وابتسام صباح الأزل في وجهه لا بنعت الإحاطة والإدراك .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله من المال أو العلم أو القدرة أو النفس فلا ينفقونه في سبيل الله على المستحقين أو المستعدين أو الأنبياء والصديقين في الذب عنهم ، أو في الفناء في الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180هو خيرا لهم بل هو شر لهم لاحتجابهم به
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ويلزمون وباله ويبقى ذلك حسرة في قلوبهم عند هلاكهم على ما يشير قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180ولله ميراث السماوات والأرض وقد ذكر بعض العارفين أن من أعظم أنواع البخل كتم الأسرار عن أهلها وعدم إظهار مواهب الله تعالى على المريدين وإبقائهم في مهامه الطريق مع التمكن من إرشادهم ويقال : إن مبنى الطريق على السخاء ، وإن السخاء بالمال وصف المريدين ، والسخاء بالنفس وصف المحبين ، وبالروح وصف العارفين .
وقال
ابن عطاء : السخاء بذل النفس والسر والروح والكل ، ومن بخل في طريق الحق بماله حجب وبقي
[ ص: 154 ] معه ، ومن نظر إلى الغير حرم فوائد الحق وسواطع أنوار القرب .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=181لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء وهم اليهود حيث سمعوا الاستقراض ولم يفهموا سره فوقعوا فيما وقعوا وقالوا ما قالوا ، وهذا القول إنما يجر إليه الطغيان وغلبة الصفات الذميمة واستيلاء سلطان الهوى على النفس الأمارة ، فتطلب حينئذ الارتداء برداء الربوبية ، ومن هنا تقول : (أنا ربكم الأعلى) أحيانا مع حجابها وبعدها عن الحضرة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قيل : إنه روي
أن أنبياء بني إسرائيل كانت معجزتهم أن يأتوا بقربان فيدعوا الله تعالى فتأتي نار من السماء فتأكله ، وتأويله أن يأتوا بنفوسهم يتقربون بها إلى الله تعالى ويدعون بالزهد والعبادة فتأتي نار العشق من سماء الروح فتأكله وتفنيه في الوحدة ، وبعد ذلك تصح نبوتهم وتظهر ، فلما سمع بذلك عوام بني إسرائيل اعتقدوا ظاهره الممكن في عالم القدرة فاقترحوا على كل نبي تلك الآية إلى أن جاء نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فاقترحوا عليه ، ونقل الله تعالى ذلك لنا ورده عليهم ، وأولى من هذا في باب التأويل أن يهود صفات النفس البهيمية والشيطانية قالوا لرسول الخاطر الرحماني والإلهام الرباني لا ننقاد لك
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183حتى يأتينا بقربان هو الدنيا وما فيها تجعلها نسيكة لله عز وجل فتأكلها نار المحبة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183قل يا وارد الحق
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183قد جاءكم رسل من قبلي أي واردات الحق
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183بالبينات بالحجج الباهرة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183وبالذي قلتم وهو جعل الدنيا وما فيها قربانا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183فلم قتلتموهم أي غلبتموهم ومحوتموهم حتى لم تبقوا أثرا لتلك الواردات
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183إن كنتم صادقين في أنكم تؤمنون لمن يأتيكم بذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=184فإن كذبوك خطاب للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=184فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات للعوام
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=184والزبر للمتوسطين
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=184والكتاب المنير للخواص ، ويحتمل أن يكون الأول إشارة إلى توحيد الأفعال ، والثاني إلى توحيد الصفات ، والثالث إلى توحيد الذات المشار إليه بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35الله نور السماوات والأرض ولهذا أتى بالكتاب مفردا ووصفه بالمنير ، وجوز أن يكون الخطاب للوارد الرحماني والرسل إشارة إلى الواردات المختلفة المتنوعة .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=185كل نفس ذائقة الموت حكم شامل لجميع الأنفس مجردة كانت أو بسيطة بحمل الموت على ما يشمل الموت الطبيعي والفناء في الله سبحانه وتعالى ثم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=185توفون أجوركم على اختلافها يوم القيامة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=185فمن زحزح عن النار أي نار الحجاب أو ما يعمها والنار المعروفة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=185وأدخل الجنة المتنوعة إلى ما قدمناه غير مرة ، أو الجنة بالمعنى الأعم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=185فقد فاز وما الحياة الدنيا ولذاتها الفانية
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=185إلا متاع الغرور لأنها الحجاب الأعظم لمن نظر إليها من حيث هي
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186لتبلون لتختبرن في أموالكم بإيجاب إنفاقها مع ميلكم إليها ، وأنفسكم بتعريضها لما يكاد يجر إلى إتلافها مع حبكم لها .
وقال بعض العارفين : إن الله تعالى أظهر النفس وزينها بكسوة الربوبية وملأها باللطف والقهر وكساها زينة الملك من الأموال ابتلاء وامتحانا ، فمن نظر إلى نفسه بعين زينة الربوبية فنيت نفسه فيها ونطق لسان الربوبية منه وصار كشجرة
موسى عليه السلام حيث نطق الحق منها ، وذلك مثل
الحلاج القائل : أنا الحق ، ومن نظر إلى زينة الأموال التي هي زينة الملك صار حاله كحال
سليمان عليه السلام حيث كان ينظر إلى عظم جلال المولى من خلال تلك الزينة ، ومن نظر إلى نفسه من حيث إنها نفسه واغتر بالسراب ولم يحقق بالذوق ما عنده صار حاله كحال فرعون إذ نادى
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=24أنا ربكم الأعلى ، ومن نظر إلى خضرة الدنيا وحسا كأس شهواتها وسكر بها صار
كبلعام nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=176فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث وهذا وجه الابتلاء بالأموال والأنفس ، وأي ابتلاء أعظم من رؤية الملك ورؤية الربوبية في الكون الذي هو محل الالتباس
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم [ ص: 155 ] وهم أهل مقام الجمع
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186ومن الذين أشركوا وهم أهل الكثرة
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186أذى كثيرا لنطقهم بما يخالف مشربكم والخطاب للمتوسطين من السالكين ، فإنهم ينكرون على أهل مقام الجمع وعلى أهل الكثرة جميعا ما داموا غير واصلين إلى توحيد الذات وغير كارعين من بحار الفرق بعد الجمع
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186وإن تصبروا على مجاهدة أنفسكم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186وتتقوا النظر إلى الأغيار
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186فإن ذلك من عزم الأمور أي من الأمور المطلوبة التي تجر إلى المقصود والفوز بالمطلوب .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=187وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه الظاهر هنا عدم صحة إرادة المعنى الذي أريد من الذين أوتوا الكتاب آنفا ، ومن حمله عليه تكلف جدا ، فلعله باق على ظاهره ، أو أنه إشارة إلى العلماء مطلقا وضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=187فنبذوه وراء ظهورهم إلخ راجع إليهم باعتبار البعض فتدبر .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=188لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا أي يعجبون بما فعلوا من طاعة ويحجبون برؤيته
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=188ويحبون أن يحمدوا أي يحمدهم الناس فهم محجوبون بغرض الحمد والثناء من الناس ، أو أن يكونوا محمودين عند الله
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=188بما لم يفعلوا بل فعله الله تعالى على أيديهم إذ لا فعل حقيقة إلا لله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=188فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم وهو عذاب الحرمان والحجاب .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=189ولله ملك السماوات والأرض ليس لأحد فيهما شيء وهو المتصرف فيهما وفيما اشتملتا عليه فكيف يعجب من ظهر على يده فعل بما ظهر
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=189والله على كل شيء قدير لا يقدر سواه على فعل ما حتى يحجب برؤيته .
هَذَا (وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي الْآيَاتِ)
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=176وَلا يَحْزُنْكَ لِتَوَقُّعِ الضَّرَرِ أَوْ لِشِدَّةِ الْغَيْرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=176الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ لِحِجَابِهِمُ الْأَصْلِيِّ وَظُلْمَتِهِمُ الذَّاتِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=176إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا فَإِنَّ سَاحَةَ الْكِبْرِيَاءِ مُقَدَّسَةٌ عَنْ هُجُومِ ظِلَالِ الضَّلَالِ ، أَوِ الْمُرَادُ لَنْ يَضُرُّوكَ أَيُّهَا الْمُظْهِرُ الْأَعْظَمُ إِلَّا أَنَّهُ تَعَالَى أَقَامَ نَفْسَهُ تَعَالَى مَقَامَ نَفْسِهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفِي الْآيَةِ إِشَارَةٌ إِلَى الْفَرْقِ وَالْجَمْعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=176يُرِيدُ اللَّهُ إِظْهَارًا لِصِفَةِ قَهْرِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=176أَلا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ لِعِظَمِ حِجَابِهِمْ وَنَظَرِهِمْ إِلَى الْأَغْيَارِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=177إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ وَأَخَذُوهُ بِالْإِيمَانِ بَدَلَهُ لِقُبْحِ اسْتِعْدَادِهِمْ وَسُوءِ اخْتِيَارِهِمُ الْغَيْرِ الْمَجْعُولِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=177لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَكِنْ يَضُرُّونَ أَنْفُسَهُمْ لِحِرْمَانِهَا تَجَلِّي الْجَمَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=177وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ لِكَوْنِهِمْ غَدَوْا بِذَلِكَ مَظْهَرَ الْجَلَالِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ وَنَزِيدُ فِي مَدَدِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ يَنْتَفِعُونَ بِهِ فِي الْقُرْبِ إِلَيْنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا بِسَبَبِ ذَلِكَ لِازْدِيَادِهِمْ حِجَابًا عَلَى حِجَابٍ وَبُعْدًا عَلَى بُعْدٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=178وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ لِفَرْطِ بُعْدِهِمْ عَنْ مَنْبَعِ الْعِزِّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ ظَاهِرِ الْإِسْلَامِ وَتَصْدِيقِ اللِّسَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ صِفَاتِ النَّفْسِ وَحُظُوظِ الشَّيْطَانِ وَدَوَاعِي الْهَوَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179مِنَ الطَّيِّبِ وَهُوَ صِفَاتُ الْقَلْبِ كَالْإِخْلَاصِ وَالْيَقِينِ وَالْمُكَاشَفَةِ وَمُشَاهَدَةِ الرُّوحِ وَمُنَاغَاةِ السِّرِّ وَمُسَامَرَاتِهِ ، وَذَلِكَ بِوُقُوعِ الْفِتَنِ وَالْمَصَائِبِ بَيْنَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ أَيْ غَيْبِ وُجُودِكُمْ مِنَ الْحَقَائِقِ الْكَامِنَةِ فِيكُمْ بِلَا وَاسِطَةِ الرَّسُولِ لِلْبُعْدِ وَعَدَمِ الْمُنَاسِبَةِ وَانْتِفَاءِ اسْتِعْدَادِ التَّلَقِّي مِنْهُ سُبْحَانَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مِنْ يَشَاءُ فَيُطْلِعُهُ عَلَى ذَلِكَ وَيَهْدِيكُمْ إِلَى مَا غَابَ عَنْكُمْ مِنْ كُنُوزِ وَجُودِكُمْ وَأَسْرَارِهِ لِلْجِنْسِيَّةِ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ بِالتَّصْدِيقِ وَالتَّمَسُّكِ بِالشَّرِيعَةِ لِيُمْكِنُكُمُ التَّلَقِّي مِنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179وَإِنْ تُؤْمِنُوا بَعْدَ ذَلِكَ الْإِيمَانِ الْحَقِيقِيِّ الْحَاصِلِ بِالسُّلُوكِ وَالْمُتَابَعَةِ فِي الطَّرِيقَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179وَتَتَّقُوا الْحُجُبَ وَالْمَوَانِعَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=179فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ مِنْ كَشْفِ الْحَقِيقَةِ ، وَقَدْ يُقَالُ : إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى غُيُوبًا : غَيْبَ الظَّاهِرِ وَغَيْبَ الْبَاطِنِ وَغَيْبَ الْغَيْبِ وَسِرَّ الْغَيْبِ وَغَيْبَ السِّرِّ ، فَغَيْبُ الظَّاهِرِ هُوَ مَا أَخْبَرَ بِهِ سُبْحَانَهُ عَنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ ، وَغَيْبُ الْبَاطِنِ هُوَ غَيْبُ الْمَقْدُورَاتِ الْمَكْنُونَةِ عَنْ قُلُوبِ الْأَغْيَارِ ، وَغَيْبُ الْغَيْبِ هُوَ سِرُّ الصِّفَاتِ فِي الْأَفْعَالِ ، وَسِرُّ الْغَيْبِ هُوَ نُورُ الذَّاتِ فِي الصِّفَةِ ، وَغَيْبُ السِّرِّ هُوَ غَيْبُ الْقِدَمِ وَسِرِّ الْحَقِيقَةِ وَالِاطِّلَاعِ بِالْوَاسِطَةِ عَلَى مَا عَدَا الْأَخِيرِ وَاقِعٌ لِلسَّالِكِينَ عَلَى حَسَبِ مَرَاتِبِهِمْ ، وَأَمَّا الِاطِّلَاعُ عَلَى الْأَخِيرِ فَغَيْرُ وَاقِعٍ لِأَحَدٍ أَصْلًا ، فَإِنَّ الْأَزَلِيَّةَ مُنَزَّهَةٌ عَنِ الْإِدْرَاكٍ وَخَاصَّةٌ بِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْ ذَلِكَ الْمَعْنَى رُؤْيَتُهُ بِنَعْتِ الْكَشْفِ لَهُ وَابْتِسَامِ صَبَاحِ الْأَزَلِ فِي وَجْهِهِ لَا بَنَعْتِ الْإِحَاطَةِ وَالْإِدْرَاكِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ مِنَ الْمَالِ أَوِ الْعِلْمِ أَوِ الْقُدْرَةِ أَوِ النَّفْسِ فَلَا يُنْفِقُونَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَلَى الْمُسْتَحِقِّينَ أَوِ الْمُسْتَعِدِّينَ أَوِ الْأَنْبِيَاءِ وَالصِّدِّيقِينَ فِي الذَّبِّ عَنْهُمْ ، أَوْ فِي الْفَنَاءِ فِي اللَّهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ لِاحْتِجَابِهِمْ بِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُلْزَمُونَ وَبَالَهُ وَيَبْقَى ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ عِنْدَ هَلَاكِهِمْ عَلَى مَا يُشِيرُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=180وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ الْعَارِفِينَ أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ أَنْوَاعِ الْبُخْلِ كَتْمَ الْأَسْرَارِ عَنْ أَهْلِهَا وَعَدَمَ إِظْهَارِ مَوَاهِبِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى الْمُرِيدِينَ وَإِبْقَائِهِمْ فِي مَهَامِهِ الطَّرِيقِ مَعَ التَّمَكُّنِ مِنْ إِرْشَادِهِمْ وَيُقَالُ : إِنَّ مَبْنَى الطَّرِيقِ عَلَى السَّخَاءِ ، وَإِنَّ السَّخَاءَ بِالْمَالِ وَصْفُ الْمُرِيدِينَ ، وَالسَّخَاءَ بِالنَّفْسِ وَصْفُ الْمُحِبِّينَ ، وَبِالرُّوحِ وَصْفُ الْعَارِفِينَ .
وَقَالَ
ابْنُ عَطَاءٍ : السَّخَاءُ بَذْلُ النَّفْسِ وَالسِّرِّ وَالرُّوحِ وَالْكُلِّ ، وَمَنْ بَخِلَ فِي طَرِيقِ الْحَقِّ بِمَالِهِ حُجِبَ وَبَقِيَ
[ ص: 154 ] مَعَهُ ، وَمَنْ نَظَرَ إِلَى الْغَيْرِ حُرِمَ فَوَائِدَ الْحَقِّ وَسَوَاطِعَ أَنْوَارِ الْقُرْبِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=181لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهُ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ وَهُمُ الْيَهُودُ حَيْثُ سَمِعُوا الِاسْتِقْرَاضَ وَلَمْ يَفْهَمُوا سِرَّهُ فَوَقَعُوا فِيمَا وَقَعُوا وَقَالُوا مَا قَالُوا ، وَهَذَا الْقَوْلَ إِنَّمَا يَجُرُّ إِلَيْهِ الطُّغْيَانُ وَغَلَبَةُ الصِّفَاتِ الذَّمِيمَةِ وَاسْتِيلَاءُ سُلْطَانِ الْهَوَى عَلَى النَّفْسِ الْأَمَّارَةِ ، فَتَطْلُبُ حِينَئِذٍ الِارْتِدَاءَ بِرِدَاءِ الرُّبُوبِيَّةِ ، وَمِنْ هُنَا تَقُولُ : (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) أَحْيَانًا مَعَ حِجَابِهَا وَبُعْدِهَا عَنِ الْحَضْرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قِيلَ : إِنَّهُ رُوِيَ
أَنَّ أَنْبِيَاءَ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ مُعْجِزَتُهُمْ أَنْ يَأْتُوا بِقُرْبَانٍ فَيَدْعُوَا اللَّهَ تَعَالَى فَتَأْتِيَ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فَتَأْكُلَهُ ، وَتَأْوِيلُهُ أَنْ يَأْتُوا بِنُفُوسِهِمْ يَتَقَرَّبُونَ بِهَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَيُدْعَوْنَ بِالزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ فَتَأْتِي نَارُ الْعِشْقِ مِنْ سَمَاءِ الرُّوحِ فَتَأْكُلُهُ وَتُفْنِيهِ فِي الْوَحْدَةِ ، وَبَعْدَ ذَلِكَ تَصِحُّ نُبُوَّتُهُمْ وَتَظْهَرُ ، فَلَمَّا سَمِعَ بِذَلِكَ عَوَامُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْتَقَدُوا ظَاهِرَهُ الْمُمْكِنَ فِي عَالَمِ الْقُدْرَةِ فَاقْتَرَحُوا عَلَى كُلِّ نَبِيٍّ تِلْكَ الْآيَةَ إِلَى أَنَّ جَاءَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَاقْتَرَحُوا عَلَيْهِ ، وَنَقَلَ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ لَنَا وَرَدَّهُ عَلَيْهِمْ ، وَأَوْلَى مِنْ هَذَا فِي بَابِ التَّأْوِيلِ أَنَّ يَهُودَ صِفَاتِ النَّفْسِ الْبَهِيمِيَّةِ وَالشَّيْطَانِيَّةِ قَالُوا لِرَسُولِ الْخَاطِرِ الرَّحْمَانِيِّ وَالْإِلْهَامِ الرَّبَّانِيِّ لَا نَنْقَادُ لَكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ هُوَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا تَجْعَلُهَا نَسِيكَةً لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَتَأْكُلُهَا نَارُ الْمَحَبَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183قُلْ يَا وَارِدَ الْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي أَيْ وَارِدَاتُ الْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183بِالْبَيِّنَاتِ بِالْحُجَجِ الْبَاهِرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183وَبِالَّذِي قُلْتُمْ وَهُوَ جَعْلُ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا قُرْبَانًا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ أَيْ غَلَبْتُمُوهُمْ وَمَحَوْتُمُوهُمْ حَتَّى لَمْ تُبْقُوا أَثَرًا لِتِلْكَ الْوَارِدَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=183إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فِي أَنَّكُمْ تُؤْمِنُونَ لِمَنْ يَأْتِيكُمْ بِذَلِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=184فَإِنْ كَذَّبُوكَ خِطَابٌ لِلرَّسُولِ الْأَعْظَمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=184فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ لِلْعَوَامِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=184وَالزُّبُرِ لِلْمُتَوَسِّطِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=184وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ لِلْخَوَاصِّ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْأَوَّلُ إِشَارَةً إِلَى تَوْحِيدِ الْأَفْعَالِ ، وَالثَّانِي إِلَى تَوْحِيدِ الصِّفَاتِ ، وَالثَّالِثُ إِلَى تَوْحِيدِ الذَّاتِ الْمُشَارِ إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِهَذَا أَتَى بِالْكِتَابِ مُفْرَدًا وَوَصَفَهُ بِالْمُنِيرِ ، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ الْخِطَابُ لِلْوَارِدِ الرَّحْمَانِيِّ وَالرُّسُلِ إِشَارَةً إِلَى الْوَارِدَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ الْمُتَنَوِّعَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=185كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ حُكْمٌ شَامِلٌ لِجَمِيعِ الْأَنْفُسِ مُجَرَّدَةً كَانَتْ أَوْ بَسِيطَةً بِحَمْلِ الْمَوْتِ عَلَى مَا يَشْمَلُ الْمَوْتَ الطَّبِيعِيَّ وَالْفَنَاءَ فِي اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ثُمَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=185تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ عَلَى اخْتِلَافِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=185فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ أَيْ نَارِ الْحِجَابِ أَوْ مَا يَعُمُّهَا وَالنَّارَ الْمَعْرُوفَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=185وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ الْمُتَنَوِّعَةَ إِلَى مَا قَدَّمْنَاهُ غَيْرَ مَرَّةٍ ، أَوِ الْجَنَّةَ بِالْمَعْنَى الْأَعَمِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=185فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَذَّاتُهَا الْفَانِيَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=185إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ لِأَنَّهَا الْحِجَابُ الْأَعْظَمُ لِمَنْ نَظَرَ إِلَيْهَا مِنْ حَيْثُ هِيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186لَتُبْلَوُنَّ لَتُخْتَبَرُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ بِإِيجَابِ إِنْفَاقِهَا مَعَ مَيْلِكُمْ إِلَيْهَا ، وَأَنْفُسِكُمْ بِتَعْرِيضِهَا لِمَا يَكَادُ يَجُرُّ إِلَى إِتْلَافِهَا مَعَ حُبِّكُمْ لَهَا .
وَقَالَ بَعْضُ الْعَارِفِينَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَظْهَرَ النَّفْسَ وَزَيَّنَهَا بِكِسْوَةِ الرُّبُوبِيَّةِ وَمَلَأَهَا بِاللُّطْفِ وَالْقَهْرِ وَكَسَاهَا زِينَةَ الْمُلْكِ مِنَ الْأَمْوَالِ ابْتِلَاءً وَامْتِحَانًا ، فَمَنْ نَظَرَ إِلَى نَفْسِهِ بِعَيْنِ زِينَةِ الرُّبُوبِيَّةِ فَنِيَتْ نَفْسُهُ فِيهَا وَنَطَقَ لِسَانُ الرُّبُوبِيَّةِ مِنْهُ وَصَارَ كَشَجَرَةِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ حَيْثُ نَطَقَ الْحَقُّ مِنْهَا ، وَذَلِكَ مِثْلُ
الْحَلَّاجِ الْقَائِلِ : أَنَا الْحَقُّ ، وَمَنْ نَظَرَ إِلَى زِينَةِ الْأَمْوَالِ الَّتِي هِيَ زِينَةُ الْمُلْكِ صَارَ حَالُهُ كَحَالِ
سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَيْثُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى عِظَمِ جَلَالِ الْمَوْلَى مِنْ خِلَالِ تِلْكَ الزِّينَةِ ، وَمَنْ نَظَرَ إِلَى نَفْسِهِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهَا نَفْسُهُ وَاغْتَرَّ بِالسَّرَابِ وَلَمْ يُحَقِّقْ بِالذَّوْقِ مَا عِنْدَهُ صَارَ حَالُهُ كَحَالِ فِرْعَوْنَ إِذْ نَادَى
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=24أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى ، وَمَنْ نَظَرَ إِلَى خُضْرَةِ الدُّنْيَا وَحَسَا كَأْسَ شَهَوَاتِهَا وَسَكِرَ بِهَا صَارَ
كَبِلْعَامَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=176فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ وَهَذَا وَجْهُ الِابْتِلَاءِ بِالْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ ، وَأَيُّ ابْتِلَاءٍ أَعْظَمُ مِنْ رُؤْيَةِ الْمَلِكِ وَرُؤْيَةِ الرُّبُوبِيَّةِ فِي الْكَوْنِ الَّذِي هُوَ مَحَلُّ الِالْتِبَاسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنَ قَبْلِكُمْ [ ص: 155 ] وَهُمْ أَهْلُ مَقَامِ الْجَمْعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا وَهُمْ أَهْلُ الْكَثْرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186أَذًى كَثِيرًا لِنُطْقِهِمْ بِمَا يُخَالِفُ مَشْرَبَكُمْ وَالْخِطَابُ لِلْمُتَوَسِّطِينَ مِنَ السَّالِكِينَ ، فَإِنَّهُمْ يُنْكِرُونَ عَلَى أَهْلِ مَقَامِ الْجَمْعِ وَعَلَى أَهْلِ الْكَثْرَةِ جَمِيعًا مَا دَامُوا غَيْرَ وَاصِلِينَ إِلَى تَوْحِيدِ الذَّاتِ وَغَيْرِ كَارِعِينَ مِنْ بِحَارِ الْفَرْقِ بَعْدَ الْجَمْعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186وَإِنْ تَصْبِرُوا عَلَى مُجَاهَدَةِ أَنْفُسِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186وَتَتَّقُوا النَّظَرَ إِلَى الْأَغْيَارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ أَيْ مِنَ الْأُمُورِ الْمَطْلُوبَةِ الَّتِي تَجُرُّ إِلَى الْمَقْصُودِ وَالْفَوْزِ بِالْمَطْلُوبِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=187وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ الظَّاهِرُ هُنَا عَدَمُ صِحَّةِ إِرَادَةِ الْمَعْنَى الَّذِي أُرِيدَ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكُتَّابَ آنِفًا ، وَمَنْ حَمَلَهُ عَلَيْهِ تَكَلَّفَ جِدًّا ، فَلَعَلَّهُ بَاقٍ عَلَى ظَاهِرِهِ ، أَوْ أَنَّهُ إِشَارَةٌ إِلَى الْعُلَمَاءِ مُطْلَقًا وَضَمِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=187فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ إِلَخْ رَاجِعٌ إِلَيْهِمْ بِاعْتِبَارِ الْبَعْضِ فَتَدَبَّرْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=188لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا أَيْ يَعْجَبُونَ بِمَا فَعَلُوا مِنْ طَاعَةٍ وَيُحْجَبُونَ بِرُؤْيَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=188وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا أَيْ يَحْمَدُهُمُ النَّاسُ فَهُمْ مَحْجُوبُونَ بِغَرَضِ الْحَمْدِ وَالثَّنَاءِ مِنَ النَّاسِ ، أَوْ أَنْ يَكُونُوا مَحْمُودِينَ عِنْدَ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=188بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا بَلْ فَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى أَيْدِيهِمْ إِذْ لَا فِعْلَ حَقِيقَةً إِلَّا لِلَّهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=188فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَهُوَ عَذَابُ الْحِرْمَانِ وَالْحِجَابِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=189وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهِمَا شَيْءٌ وَهُوَ الْمُتَصَرِّفُ فِيهِمَا وَفِيمَا اشْتَمَلَتَا عَلَيْهِ فَكَيْفَ يَعْجَبُ مِنْ ظَهَرَ عَلَى يَدِهِ فِعْلٌ بِمَا ظَهَرَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=189وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لَا يَقْدِرُ سِوَاهُ عَلَى فِعْلٍ مَا حَتَّى يُحْجَبَ بِرُؤْيَتِهِ .