ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤولا قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا
قوله تعالى : ولو دخلت عليهم من أقطارها أي لو دخل على المنافقين من أقطار المدينة ونواحيها .
ثم سئلوا الفتنة لآتوها فيه وجهان :
أحدهما : ما تلبثوا عن الإجابة إلى الفتنة إلا يسيرا ، قاله . ابن عيسى
الثاني : ما تلبثوا بالمدينة إلا يسيرا حتى يعدموا ، قاله . السدي
قوله : ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل الآية ، فيه ثلاثة أوجه :
[ ص: 384 ] أحدها : أنهم عاهدوه قبل الخندق وبعد بدر ، قاله . قتادة
الثاني : قبل نظرهم إلى الأحزاب ، حكاه . النقاش
الثالث : قبل قولهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا . وحكي عن أنهم ابن عباس بنو حارثة .
وكان عهد الله مسؤولا يحتمل وجهين :
أحدهما: مسؤولا عنه للجزاء عليه .
الثاني : للوفاء به .
قوله تعالى : قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : إن أراد بكم هزيمة أو أراد بكم نصرا ، حكاه . النقاش
الثاني : إن أراد بكم عذابا ، أو أراد بكم خيرا ، قاله . قتادة
الثالث : إن أراد بكم قتلا أو أراد بكم توبة ، قاله . السدي